العدد 12 - الملف | ||||||||||||||
تربطه علاقة حميمة بسكان المدينة وزوارها، وهو الذي يصطبغ بتاريخ المكان المحيط به، مؤشراً على تمازجه مع عراقته وأصالته. لذلك، فإن مَن لم يأكل فيه لم يعرف مدينة عمان على حقيقتها، كما يقول زوار عمّان في حديثهم عن مطعم هاشم، الذي فتح أبوابه العام 1952 ليقدم أطباقه ذات المذاق الخاص: الحمّص والفول والمسبّحة والقدسية، إضافة إلى الفلافل الشهية. ورغم ضيقه في حسابات المساحة، إلا أنه يتسع لكل الأردنيين، إذ لا بد أن يعرّج المرء عليه ولو مرة في العمر ليتناول وجبة لا تُضاهى، وسط أجواء شعبية حميمة، يبدو للناظر إليها كأن الذين يقتعدون الطاولات من أرجاء البلاد المختلفة، أبناء عائلة واحدة. اجتمع فيه وكيل الوزارة، وسائق التاكسي، وعامل النظافة، والمثقف، والطالب الجامعي، والزوار القادمون من أرجاء الدنيا، ليصبح هذا المطعم، بحق، موئلاً لكل هؤلاء، وحاضناً لتنوعهم وتعددهم. يقع المطعم في إحدى الدخلات في شارع الأمير محمد بوسط البلد، ويفتح أبوابه 24 ساعة متواصلة خلال اليوم. وقد أسّسه الأخوة هاشم ومحمد وعادل الترك، ذوو الأصول اليافوية. ارتبط «هاشم» في الأذهان بتقديم بالشاي بالكاسات الكبيرة، الدوبل والنص دوبل، وقبل ذلك اصطبغ هذا المطعم بالكرم اليافَوي الذي يتجلّى في «التصليحة»، وهي تعبير نحته القائمون على المطعم، ويعني تقديم كمية إضافية لمن ينهي صحنه قبل أن ينهي رغيفه، أو إضافة الزيت إن لم تكفِ الكمية الأصلية، وكل ذلك بالمجان ودون مقابل. لكن طقوس «الاحتفال» في مطعم هاشم لا تكتمل إلا مع «رأس» البصل الذي صار لازمة من لوازم المكان، إلى جانبه كأس الشاي بالنعناع. زاره الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا وأبناؤهما الأمراء، لتناول السحور في رمضان 2008، كما زاره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والفنانان كاظم الساهر وراغب علامة، وقبلهما المطرب الراحل فريد شوقي. سيرة المطعم جزء من سيرة عمان المعاصرة، المدينة التي تضم بين جنباتها عشرات المطاعم الراقية، من كل صنف ونوع، لكن «هاشم» يظل خيار «الكل»، محافظاً على هويته. |
|
|||||||||||||