العدد 12 - الملف
 

«التراث مهم في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت؛ لأنه هوية، والهوية في حاجة إلى أن تتم المحافظة عليها. وكل العوامل الآن، تعمل ضد التراث والهوية، بخاصة الهوية العربية»، هذا ما تقوله الباحثة وداد قعوار التي نالت جائزة الدولة التقديرية في حقل الفنون في مجال الصناعات الثقافية التقليدية.

حفاظاً على التراث الفلسطيني، جمعت قعوار، المولودة في طولكرم 1932، وعلى مدى 45 عاماً، مجموعة نادرة تضم قطعاً فضية وأدوات زينة كأغطية للرأس وأحزمة من جهاز العروس، إضافة إلى أثواب ووسادات مطرزة من التراث الفلسطيني، يعود تاريخ بعضها إلى أوائل القرن العشرين.

لدى انتقالها وزوجها العام 1956 إلى عمان، استهوتها الأثواب الأردنية؛ فبدأت قعوار بجمعها من مدن عدّة، منها معان والسلط وإربد، بالإضافة إلى الأثواب البدوية، ثم وضعت كتباً عن التطريز الفلسطيني والأردني، استحقت عليها جائزة الدولة التقديرية عن جدارة.

من إصداراتها: التطرز الفلسطيني «غرزة الفلاحي» التقليدية (بالاشتراك مع تانيا ناصر) وعروق التطريز الفلسطيني، كنز الغرزات (مع مارجريتا سكنر). كما أصدرت مجموعة كتب عن معارض مجموعتها التراثية في دول العالم، مثل: أثواب لونتها الشمس (عن معرضها في اليابان)، ألفا سنة من الألوان (معرضها في الدانمرك)، الغزل والحياكة في البادية (سويسرا)، ذاكرة الحرير (باريس)، من أجلك يا قدس (أبو ظبي)، من التراث العربي (الرياض) وكي لا ننسى (بيروت).

تشتمل مجموعة قعوار على أثواب ومطرزات وسجّاد من الأردن وفلسطين، كان نواتها ثوبَين من بيت لحم ورام الله، لتكبر الفكرة في بالها، وتبدأ جمع الملابس التقليدية والمعلومات التوثيقية حول الأثواب وأصحابها. واستمرت الرحلة في الأردن ليصبح الحفاظ على التراث جزءاً أساسياً من حياة قعوار، إذ جمعت، كما تقول هي عن ذلك في كتاب عمان مدينة الحجر والسلام لمؤلفته مريم عبابسة، «معظم التراث الفلكلوري لمدينة السلط ومنطقة البادية»، وتجاوزت ذلك لتذهب إلى سورية، حيث الحرير والزنانير وأغطية الرأس التي كانت تُنسج خصيصاً لنساء فلسطين والأردن.

قعوار ترى في جمع الأثواب التراثية شكلاً من أشكال المقاومة، وتقول حول ذلك: «تستحق هذه الأثواب أن تُجمع لجمالها في حد ذاته، لكنني قبل ذلك جمعتها لأنها تمثل جزءاً من التراث العربي، وأردت حفظ هذا الجانب من تاريخ الحياة اليومية العربية».

وعلى مدى 15 سنة، ارتحلت قعوار بمقتنياتها إلى بلدان عدة بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، مثل ألمانيا واليابان وفرنسا وسويسرا والمغرب، مؤكدةً هويتها الحضارية والإنسانية.

ومحتفيةً، كعادتها، بهويتها الأردنية-الفلسطينية، تقول: «أنا أردنية من مواليد طولكرم، وفخورة بأصلي الفلسطيني».

وداد قعوار: الحفاظ على التراث مقاومة
 
01-Jun-2010
 
العدد 12