العدد 12 - الملف | ||||||||||||||
منتميةٌ لموروثها العائلي والوطني، إذ كان والدها أحمد حلمي عبد الباقي رئيس حكومة عموم فلسطين العام 1948. تعشق مكانها الأول: فلسطين، وعبر مسيرتها الحياتية والإبداعية، ظلت وفية لمكونات شخصيتها الثرية، لأصول أهلها، وجذور عائلة زوجها الراحل خالد شومان، وفي الوقت نفسه، للأردن الذي حققت داخل مساحاته مجمل تفاصيل صيرورتها المعتنية أساساً بالفنون التشكيلية في الأردن والعالم العربي. سهى شومان، الفنانة التي تخرجت في معهد الفنون الجميلة بعمّان، نقّلها الهوى في المدينة الوردية لتَسكن في لوحاتها، ألواناً وخطوطاً ونقوشاً لا تمحى، وتصير في ما بعد مقاماً خالداً لرفيق دربها خالد، ابن عائلة شومان المقدسية الفلسطينية، والذي كثيراً ما حرّكه هواه لمدينة الأنباط، ودفعه إليها عشقه للأردن والمواقع التاريخية والأثرية فيه. ومنتشِيةً بعبق التاريخ، أقامت سهى مؤسسة خالد شومان/ دارة الفنون، في موقع يضم ثلاثة بيوت قديمة في جبل اللويبدة، كان رئيس الحكومة الراحل سليمان النابلسي اتخذ أحدها مسكناً له، لتصبح الدارة ملتقى للفنانين والمبدعين، يقيمون فيها معارضهم التشكيلية ويعقدون ندواتهم الثقافية، ويعرضون تجاربهم السينمائية، ويقدّمون حفلاتهم الموسيقية في برنامج لم يتوقف منذ أكثر من عقد ونصف. تعنى دارة الفنون بتبني رسالة فنية جمالية، تنظم من أجلها فعاليات نوعية، وتستضيف مبدعين من جهات الأرض الأربع، وتختار من بينهم من تستهويه عمّان، وأدراجُها، وأحياؤها القديمة، وقاعُها، وباعتُها، وحيويتها، وناسُها الطيبون. ومن خلال برنامج «فنانون مقيمون»، شجعت دارة الفنون على التبادل الفني. وبدءاً من العام 2002 شرعت الدارة بالتعاون مع المجلس الثقافي السويسري Pro Helvetia بتنظيم برنامج الفنانين المقيمين، فاتحةً الأبواب أمام الفنانين الأردنيين الشبان للعمل وعرض نتاجهم والتعريف بهم على مستوى العالم. اهتمت شومان على نحو لافت، بفنون ما بعد الحداثة التي يمثلها جيل من الشبان الأردنيين والعرب أو من أصول عربية، فقدّمت أكبر الدعم لمعارض اعتمدت الفيديو آرت والفنون التركيبية Installation Art وغيرهما. وفي مسيرتها الفنية، قدّمت شومان مجموعة من الفيديو آرت، منها «الزمن والضوء» 2004، «إنني في كل مكان» 2006، «بيكفي مشان الله» 2008، «بيّارتنا» 2009، وهي أعمال تجاورَ فيها عشقها للبترا وهمّها الفلسطيني معاً. |
|
|||||||||||||