على مدار أسبوعين، تتابعت فيهما فعاليات المخيم الصيفي الخامس والثلاثين للفتيات والفتيان الأيتام، تفاعلَ زهاء 350 طفلاً مع الأنشطة اللامنهجية التي أُعدت بشكل خاص لهم.

المشاركون في المخيم الذي أُقيم في الفترة 21/7 – 6/8/2009، قدِموا من مخيمات الشتات في فلسطين والأردن وسورية، ومن خارجها ممثلين بدار الأمان لصندوق الأيتام.

في الأيام الأولى للمخيم الذي أقامته جمعية رعاية اليتيم الخيرية - حوض البقعة، بدا الإحساس بالوحدة يسيطر على كثير من المشاركين، لكن ذلك سرعان ما تبدّد، إذ حققت الفعاليات التي اشتمل عليها المخيم تقارباً وانسجاماً وتآلفاً بين الأطفال، ذلك أن معظمها ذو صبغة جماعية. وفي هذا السياق زار المشاركون أندية ومراكز ومتاحف وأماكن ترفيه مخصصة للأطفال، كما تمكّنوا من ممارسة هواياتهم، مثل الرسم والسباحة والألعاب الرياضية.

مدير المخيم جهاد أبو هديب قال لـ«ے»، إن المخيم سعى إلى تحقيق أهداف تربوية علمية للأطفال، عبر برامج ثقافية وترفيهية تُكْسبهم مهاراتٍ حركية واجتماعية وثقافية، وتفسح لهم المجال للتعبير عن ذواتهم وصقل شخصياتهم وتنمية مداركهم لخدمة مجتمعاتهم مستقبلاً.

وأوضح أبو هديب أن الفعاليات لم تقتصر على الأطفال، فقد شملت الكوادر الشبابية والتطوعية التي تلقّت برامج تدريبية حول مهارات القيادة وأساليب التعامل مع الأطفال الأيتام، والتعرف على خصائصهم ومشكلاتهم السلوكية، بإشراف متخصصين في مجالات التدريب والتعليم.

المدير الإداري للجمعية حمزة التلاوي، يستذكر في حديثه مع «ے» طفولته التي عاشها يتيماً، وتجربته في العمل التطوعي في الجمعية التي أخذت بيده ليشق طريقه. يقول: «أتاحت الجمعية لي الاغتناء بتجارب الحياة، والآن أتلمّس من خلال تجربتي الخاصة احتياجات الأطفال الأيتام، وطبيعة البرامج التي يمكن أن تُقَدّم لهم». ويلفت التلاوي إلى أن المخيم ركّز على المضامين التي ينطوي عليها شعار القدس عاصمة للثقافة العربية، وعمل على تعريف الأطفال بتاريخ المدينة المقدسة.

في اليوم الأخير للمخيم، حزم الأطفال حقائبهم وهم يشعرون أن ثمة عائلة جديدة تجمعهم معاً تكوّنت خلال أسبوعين، إذ كان المرشدون بمثابة الآباء، يوجهون الأطفال ويأخذون بيدهم، وبدا الأطفال أخوةً تربطهم علاقات وطيدة بعضهم ببعض. «تحقيق الجو الأسري هدف أساسي يرنو المخيم لتحقيقه» يقول أبو هديب.

يُذكر أن المخيم افتُتح بحفل لفرقة بلدنا الفولكلورية، واختُتم بحفل للمغنية عايدة الأميركاني.