العدد 12 - الملف
 

يقسّم الفنان الفذ زهير النوباني بطينَي قلبه إلى واحد أردني وآخر فلسطيني، ويرفض أي معادلات قسمة بين شعب واحد في المعنى والوجدان والمصير.

وهو كما يقول لـے، تربّى على قيم الوحدة ومعانيها وعظمتها، ويضيف: «لم يكن هناك فرق بين الشعبين في أي وقت من الأوقات»، ويؤكد في سياق متواصل اعتزازه بهويته الأردنية، وفي الوقت نفسه بجذوره الفلسطينية.

ويعلّق على منحه وسام الحسين من الدرجة الأولى للعطاء المميز، قائلاً: «منحني الملك وسام الحسين للعطاء المميز وليس للأخذ المميز، ما يعني أنني أعطيت بلدي الأردن بالحب كله والوفاء كله والانتماء كله».

النوباني يقول: «عشيرتي الأردن جميعه، والأردنيون جميعهم، بصرف النظر عن المنابت والأصول».

وهو في حلّه وترحاله، وفي سفراته الكثيرات كفنان، يعرّف نفسه بأنه «فنان أردني ذو أصول وجذور فلسطينية»، ويبدي «الاعتزاز بالبعدَين».

ويصف مشاعره عندما يزور رام الله القريبة من قريته الأصلية «مزارع النوباني»، قائلاً: «عندما أكون في رام الله أشتاق إلى عمّان، وعندما أكون في عمّان أشتاق إلى رام الله». النوباني عندما يزور فلسطين، فهو يزور بلده قادماً من بلده الأردن، حيث في الضفتين «شعب واحد لا يقبل القسمة» بحسب تعبيره.

تمتد رحلة النوباني مع الفن لأربعة عقود، بدأها 1969 بانضمامه، وهو ما زال يدرس العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، لأسرة المسرح الأردني، متتلمذاً على يد المخرج الراحل هاني صنوبر، ثم شارك في مسرحيات كوميدية وتراجيدية مع مديرية الفنون، ليلمع نجمه بعدها، ويسهم في نحو 120 عملاً تلفزيونياً.

كان النوباني أول من أطلق مسرحاً يومياً في الأردن العام 1987، بعرض «الشحاد أبو الفضول» من بطولته وإنتاجه، ومن إخراج أحمد قوادري. وحققت المسرحية في حينه نجاحاً، وشاركت في مهرجان جرش.

وبرع النوباني في أداء دور «الشرير ذو القلب الطيب»، نظراً لطبيعة الشخصيات التي كان يجسدها، من مثل أدواره في مسلسلات: «العلم نور»، «سلطانة»، «ذي قار»، «جروح جروح»، «بير الطي»، «حدث في المعمورة»، «الطواحين» و«الاجتياح».

وفي المسرح، عُرف النوباني بعملَين نالا شهرة كبيرة: «الأشجار تموت واقفة» التي عُرضت على مسرح الجامعة الأردنية مطلع سبعينيات القرن الماضي، ومسرحية «البلاد طلبت أهلها» التي كتبها الشاعر الراحل عبد اللطيف عقل، وعُرضت أثناء اشتعال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وإضافة لوسام الحسين للعطاء من الدرجة الأولى في العام 2009، نال النوباني قبل عشرة أعوام من ذلك، جائزة الدولة التشجيعية. كما كرّمه مقهى الأوبرج الشعبي وسط البلد، في 11 نيسان/إبريل 2010، وأدار حفل التكريم مشرف النشاطات الثقافية في المقهى، التشكيلي حسين دعسة، الذي قال إن تكريم النوباني يجيء استكمالاً للدور الثقافي والاجتماعي للمقهى، واحتفاء بمرور 60 عاماً على افتتاحه.

ويرى المخرج العراقي يوسف العاني أن النوباني من «القلة المميزة من الفنانين الذين يتابعون المهرجانات والملتقيات المختلفة، دون أن يحجر نفسه على فئة معينة، فهو محب للجميع»، مضيفاً أن هذا الفنان «جاهد ويجاهد من أجل تميز المسرح العربي بعامة».

زهير النوباني: أعتز بهويتي الأردنية وجذوري الفلسطينية
 
01-Jun-2010
 
العدد 12