العدد 12 - الملف | ||||||||||||||
لو تبنت الساحة المحلية بشقيها الفني والإعلامي فكرة منح الفنان المخضرم عبد الكريم القواسمي لقب «شيخ الفنانين الأردنيين»، فإنها لا تكون قد فعلت سوى بعض إنصافٍ لفنان قضى عمره في خدمة الفن في البلاد، والوفاء الصادق المتواضع له. في عشرات الحوارات معه لم يجرِ الحديث عن أصوله، ولا مرة فكّر القواسمي ابن الخليل في التباس هويةٍ هو لم يشعر به أصلاً، ولم يعان منه. وعلى مدى أكثر من 40 عاماً وجّه الفنان الملتزم والمثابر، جلّ جهده لفنه، وتعامل مع توجيهات المخرجين، ومع أدواره مهما طالت أو قصرت، بمسؤولية عالية، وحس فني رفيع. يحبّ العربية، وله فيها صولات وجولات، وكثير من المخرجين يستشيرونه بخصوص قواعدها عندما يكون العمل الذي يقدمونه بالفصحى، كما جرت العادة في المسلسلات التاريخية، مثل «الحجاج» و«أبو جعفر المنصور»، وعشرات المسلسلات الأخرى التي أدى فيها القواسمي أدواراً مهمة، وتطوع إلى ذلك بتصحيح خطأ لغوي هنا وقواعدي هناك. وعندما يجري الحديث عن الفن الأردني، فإن القواسمي علامة ناصعة فيه، وهو من مداميكه الصلبة، وقد واصل خلال مسيرة الدراما المحلية وامتدادها العربي، تقدماً مضطرداً، لم يمسّه الإقواء، ولم يعترِهِ الكلل. كثيراً ما أدى القواسمي باقتدار أدوار الأب الحنون والجد الطيب وشيخ العشيرة الذي يقضي في أحوال الناس وينقل الصورة الحقيقية للبداوة الأردنية. خاض التجربة الإذاعية، وقدم البرامج التوعوية والدينية، كما اعتلى خشبة المسرح ليثبت موهبته في مخاطبة المشاهد مباشرة، فقدم العديد من المسرحيات آخرها «القلعة» من إخراج محمد الضمور. فلسطيني بلهجته وجذوره، وأردني بهويته وسيرته ووعيه ونموه العمّاني الطويل والممتد. |
|
|||||||||||||