العدد 12 - الملف
 

بلا مواربة أو تردد، يتحدث أستاذ الموسيقى رامي حداد عن رسالة الفنان أيمن تيسير الفذة المصرّة على «الانتصار لأصول الموسيقى العربية، والمتمسكة بروافد التراث الموسيقي الغنائي العربي» التي يمثلها جيل العمالقة: محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، أسمهان، فريد الأطرش، أم كلثوم وليلى مراد.

تيسير، الإربديّ، العمّاني، العائدة أصول عائلته إلى قرية زيتا الفلسطينية قضاء طولكرم، لا يستطيع أن يحدد متى وكيف استهواه فن الموسيقى والغناء، ويتحدث بشغف عن عشقه موسيقى الشرق وذوبانه في بحر النغم العربي الأصيل.

يقول حول ذلك: «عرفت أن لديّ وَلَهاً به، وفيه سأضع رسالتي، فدرست وامتهنت فن الموسيقى، ثم عملت من أجل الفن الجاد، وبمرور الزمن أيقنت أن الأصالة والجمال في موسيقانا الشرقية معين لا ينضب».

إذا كانت زيتا، القريبة من طولكرم، غير موجودة في ذاكرة تيسير المولود أواخر ستينيات القرن الماضي في الحي الشرقي بإربد، فإن إربد وشوارعها وأحياءها، لا تغيب عن وجدان هذا الفنان الذي كشفَ في مسيرته عن عبقرية وازنت بين الفن والإبداع والأكاديمية. وهو كلّما حلّق في زهو الإنجازات، يتذكر الحي الشرقي في إربد، ويتأمل بعين الرضا ووجدان القبول، كيف استطاع بعصاميته ومثابرته أن يحمل معه حيّه البسيط وحارته الشعبية إلى أربع جهات الأرض، وأن تستضيفه كبريات عواصم العالم في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وتُحْسن الاستماع لصوته المدرَّب وأدائه المتقن.

تيسير، المدرّس في كلية الفنون والتصميم بالجامعة الأردنية، ومساعد عميد شؤون الطلبة فيها، ومشرف كورال المعهد الوطني للموسيقى، نال خلال مسيرة مظفرة، العديد من الجوائز وحظي بالتكريم والاحتفاء. وهو رئيس المنتدى الأردني للموسيقى العربية، وصاحب فكرة مهرجان الموسيقى والغناء الصوفي ومديره في دورتيه السابقتين. وإضافةً لكل ذلك، هو صاحب مشروع غنائي موسيقي يحمل وفاء صادقاً لأصول الغناء العربي، ويعيد إنتاجه برؤية جديدة، تستفيد من التطور الموسيقي، وتمزجه أحياناً بأنواع موسيقية شرقية وغربية حديثة.

أيمن تيسير: حمل حارته الشعبية إلى أربع جهات الأرض
 
01-Jun-2010
 
العدد 12