العدد 12 - الملف | ||||||||||||||
لم يرتبط اللون الموسيقي الأردني باسم فنان مثلما ارتبط بجميل العاص، الفنان الذي أرسى قواعد المسيرة الموسيقية في البلاد منذ أيام إنشاء الإذاعة الأردنية في أربعينيات القرن الماضي، ومهّد الطريق لكثير من الموسيقيين الذين جاءوا من بعده. العاص، مقدسي الأصل الذي استقر في عمّان بعد أن خرج مع أبناء شعبه من بلده المحتلّ فلسطين، تعاونَ خلال مشواره الفني مع عدد كبير من الشعراء الذين تغنّوا بالأردن وانتصار جيشه العربي في معركة الكرامة، وعمل مع أبرز الزعماء وقادة الرأي في البلاد، وفي مقدمتهم الراحل وصفي التل، الذي دعمه حين توسّم فيه فناناً أردنياً كبيراً. لم تقتصر ألحانه على الأغاني العاطفية، إنما نالت الأغنية الوطنية حيزاً من مشواره الفني، فلحّن الأغنية المشهورة «خسا يا كوبان» وأغاني «افزعوا للغارة»، «جندي بالجيش العربي»، «بيرق الوطن رفرف»، وسواها من الأغنيات التي شاعت في الستينيات والسبعينيات، وما زال الأردنيون يحفظون كلماتها عن ظهر قلب. قاد العاص الأغنية الأردنية نحو الشهرة، وأسهم في انتشارها محلياً وعربياً، ولحّن لكوكبة من المطربين العرب منهم: وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، عادل مأمون، إسماعيل شبانة، فهد بلان، نجاح سلام، ياسمين الخيام، سهام شماس، علي الحجار، محمد ثروت ووديع الصافي. وكان العاص أول ملحن عربي ينال لقب «موسيقار» من بريطانيا، وقدم ألحانه عبر آلة البزق على مسرح ألبرت هول في العاصمة البريطانية لندن. شارك في كثير من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، وقدم فيها ألحاناً شجية استحوذت على إعجاب جمهوره، واستحق بذلك تكريماً يليق بموهبته، حين حاز عدداً من الجوائز من تونس وتركيا وبلغاريا وغيرها. |
|
|||||||||||||