العدد 12 - الملف
 

عندما ينال الناقد إبراهيم السعافين، المولود في قرية الفالوجة الفلسطينية القريبة من قطاع غزة، جائزة الدولة التقديرية في الآداب العام 1993، فإن ذلك لم يأتِ مصادفة، بقدر ما هو تتويج لانتماءَين متقاطعَين ظل الأستاذ الجامعي المُجيد متمسكاً بهما: انتمائه الفلسطيني المعتز بجذوره ومكان ولادته العام 1942، وانتمائه الأردني الذي انصهر فيه، هو الذي حصل على المركز الخامس على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية في امتحان الثانوية العامة العام 1962.

عمل في مصر والسعودية والكويت، ومن ثم في جامعة اليرموك، قبل أن يتوجه جنوباً من إربد عروس الشمال إلى العاصمة عمّان ويعمل في الجامعة الأردنية، التي وصل فيها إلى منصب نائب عميد كلية الدراسات العليا ما بين العامين 1995 و1996، ليعاود السفر هذه المرة إلى الإمارات ويعمل في جامعتها بين العامين 1996-1997، ثم يعود إلى «الأردنية» مرة أخرى رئيساً لقسم اللغة العربية وآدابها فيها ما بين 1997-2000.

وبين كل هذا وذاك، ظلت المراوحة بين بعدَيّ هويته ومصادر تشكُّل وعيه ترافق درب إنجازاته الطويل والفذ. فصار عضو مجلس أمناء جامعة مؤتة 1998-2001، ورئيساً لجمعية النقاد الأردنيين، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين، وحاز خلال ذلك إضافة لما تقدم على جائزة درع مهرجان جرش للثقافة في العام 1983.

السعافين ليس ناقداً فقط، فله تجربة ليست قليلة في كتابة الشعر، وترجم عدداً من الأعمال الأدبية، مثل رواية طارق علي «في ظلال الرمان»، وله عمل مسرحي بعنوان «ليالي شمس النهار»، وتَظهر هواجسه الفلسطينية، والسؤال عن المجاز الممكن بين العدو وبين الصديق، وكذلك مشاعره المنصهرة في نشأته الأردنية العمّانية، واضحة في كتاباته الشعرية.

إبراهيم السعافين: ذاكرة الفالوجة الفلسطينية تمتزج بحارات عمّان
 
01-Jun-2010
 
العدد 12