العدد 12 - الملف
 

في الطريق إلى بلحارث أول حصاده الإبداعي، ينقل الروائي الأردني جمال ناجي العائدة أصوله إلى قرية العباسية الفلسطينية قضاء يافا المحتلة 1948، هواجس المواطن الأردني الذي تضطره ظروف الحياة، ودوافع البحث عن فرص أفضل، إلى السفر نحو بلاد الخليج العربي من أجل العمل.

وفي عندما تشيخ الذئاب، عمله الروائي الأخير، يرصد ناجي إرهاصات التحقق المديني لعمّان، ويترك الشخصيات تطالع مصيرها وترويه في عمل أُنجز في عام تفرغه الإبداعي ككاتب أردني له إنجازاته ومكانته المحلية والعربية اللافتة. وهو العمل الأردني الذي رُشح لجائزة بوكر العربية، بعدما سبقته رواية الأردني إلياس فركوح أرض اليمبوس لهذا الترشيح المهم. وإن لم ينل أي منهما الجائزة، فإن المشاركة كفيلة على الأقل، بإلقاء ضوء على الحراك الإبداعي الأردني في فضائه العربي وربما في سياق متواصل، العالمي.

وعن ناجي ومسيرته الأدبية الإبداعية يتحدث الناقد سليمان الأزرعي قائلاً: «تنبع تجربة جمال ناجي الروائية والقصصية من انتماء عميق للمكان، وهي ترصد بلغة أدبية رشيقة حراك الإنسان ومكابداته داخل فضاءات هذا المكان»، ويذهب الأزرعي إلى أن هذا المعنى يتحقق بوضوح جلي في أعمال ناجي الإبداعية، بدءاً من الطريق إلى بلحارث، مروراً بـوقت، ومخلفات الزوابع الأخيرة التي تشكل برأي الأزرعي «عملاً روائياً مبكراً في قراءة المكان وتقليبه وتفاعل الإنسان معه وصولاً إلى التغيير الجذري في مكان الرواية».

وعلى مدى مسيرته متعددة الإنجازات، رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين مرتين متتاليتين، واحدة منهما نال فيها أعلى الأصوات في تاريخ انتخابات الرابطة، ظل ناجي وفياً لبعدَيّ هويته، جذور أهله في القرية التي احتُلّت العام 1948، وتشكُّل وعيه الإبداعي والإنساني في رحاب عمّان ومخيماتها.

وهو لا يجد حرجاً في كل مناسبة عربية أو دولية من إعلان أردنيته المتحدرة من مرجعية فلسطينية، فالنهر واحد، وكذلك المصير والآلام والأحلام.

جمال ناجي: النهر واحد وكذلك المصير
 
01-Jun-2010
 
العدد 12