العدد 12 - الملف
 

نهاية حزيران/يونيو 2009، وضمن الاحتفالية الأردنية بالقدس عاصمة للثقافة العربية، أقيم في مدن فلسطينية عديدة أسبوع ثقافي أردني، وكنت واحداً من أعضاء الوفد الأردني الذي ضم فنانين وشعراء وإعلاميين.

وعلى هامش الأسبوع، استضافني التلفزيون الفلسطيني، وفي سياق استعراضي لمدى التواشج والتقارب بيننا وبين أشقائنا في فلسطين، ذكرت للإعلامية المتميزة رانيا الحمد الله أن خالتي تقيم هنا خلف مقر التلفزيون الفلسطيني، وأشرت لها بيدي، أن خطوات فقط تبعدنا عن بيت خالتي في رام الله، وأن عمّي (شقيق والدي) يقطن على مشارف مخيم قلندية قريباً جداً من الحاجز المؤدي للقدس المحتلة مدينة الاحتفال والسلام.

ويبدو أن وجود كل هؤلاء الأقارب لي في فلسطين جعل أمر هويتي ملتبساً عند رانيا، فشكرتني في نهاية المقابلة التي كانت تبث على الهواء مباشرة قائلة: «نشكر القاص والإعلامي الفلسطيني...»، فقاطعتها قبل أن تكمل تعريفها وتوديعها موضحاً لها أنني أتيت فلسطين كإعلامي أردني والأصول أن يرد تعريفي هكذا: القاص والإعلامي الأردني، وذلك ليس انتقاصاً من فلسطينيتي التي أعتز بها، وأشهرها كحد السيف، ولكن لأنني وُلدت في بلدي الأردن، وتشرفت بالانتساب له ذاكرة وهوية وحضوراً في المحافل العربية.

فحارة الطفولة والصبا عمّانية، وذكريات الحب الأول والصف الأول والإخفاق الأول، جميعها وغيرها عمّانية امتزجت برائحة الوطن الحبيب المطل على الوطن الجريح. وقد أتيت لى بلدي فلسطين لأمثل بلدي الأردن في مناسبة احتفلَ بها العرب جميعهم، وتسابقوا لفعل شيء من أجلها.

في مدينتي بفلسطين كنت أردنياً سعيداً
 
01-Jun-2010
 
العدد 12