تتشكّل معالم صورة المرأة الأردنية في عيون مناصري قضايا المرأة في العالم، من خلال الصورة التي تنقلها لهم نسوة ناشطات في ميادين مختلفة، من بينهن هيفاء أبو غزالة.

إذ رُشحت أبو غزالة، إلى جانب أربع نساء أردنيات وثلاثين شخصية عربية، في مبادرة «ألف امرأة من أجل السلام» العام 2005، وذلك تتويجاً لجهودها التي تواصلت على مدار ثلاثة عقود.

حملت هذه البرلمانية الأردنية هاجسَ تحقيق المساواة بين الجنسين، وتقول لـے إنها عاشت في عائلة «تشبه كل عائلة أردنية»، وكانت أصغر إخواتها اللواتي تزوجن في عمر مبكر، ولكن «على عكس العرف السائد في ذلك الوقت، اخترت أن أكمل تعليمي وكنت أرفض فكرة الزواج المبكر الذي يحرم الاناث من التعليم وفرص أخرى».

وفي إطار سعيها الدؤوب لتحقيق المساواة، كان لأبو غزالة حضور مميز في محطات تمثل علامات فارقة في نضال النساء من أجل حقوق متساوية، مثل مؤتمر بكين المنعقد العام 1995 والذي شاركت فيه أبو غزالة ضمن الوفد الأردني، كما كان لها «جهود استثنائية في مجال تحقيق المساواة»، فكرّمها صندوق الأمم المتحدة الانمائي الخاص بالمرأة العام 2007، والذي شغلت منصب مديرة المكتب الإقليمي التابع له.

أبو غزالة من أوائل الذين سعوا لبيان أوجه الالتقاء والاختلاف بين الشريعة الإسلامية واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة سيداو، فكان لها الفضل في عقد ورشات عمل في الأردن والسعودية والولايات المتحدة بحضور علماء من الأزهر الشريف وغيرهم ممن أجروا دراسات مستفيضة حول بنود الاتفاقية وعلاقتها بالشريعة الاسلامية، لتخلص إلى «أن جوانب لا مجال للاجتهاد فيها كونها محددة بنص قرآني صريح، ولكن الاتفاقية لا تعارض مبادئ الشريعة كافة كما اتُّهمت، بل على العكس يوجد هناك تشابه في ما بينهما»، بحسب تعبيرها.

أبو غزالة، العضو في مجلس الأعيان الأردني إلى جانب ستة أعضاء من النساء من أصل 55 عضواً، تُمثّل الأردن في منظمة المرأة العربية ومقرها القاهرة، وتشغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة المُنشأ سنة 2001 لـ«تحقيق مستوى حياة أفضل للأسرة الأردنية» كما جاء في الموقع الإلكتروني للمجلس.

ابنة مدير مالية القدس سابقاً ووكيل وزارة المالية الأردنية في أواخر الستينيات، تقول لـے إنها عاشت فترة قصيرة في القدس قبل أن تنتقل العائلة إلى الأردن الذي تعدّه «بلدها» بشكل طبيعي، وتُصرّ وهي تُعرّف بنفسها في الخارج على أن تقول لمن يلحّ بالسؤال عن الأصل: «أنا أردنية، نعم أردنية من أصل فلسطيني».

أبو غزالة التي تنشغل بالسفر خارج البلاد بحكم عملها، تحرص على أن تكون الرحلات على متن الملكية الأردنية، وعندما تُسأل عن ذلك تقول النابلسية: «عندما أركب طائر الملكية الأردنية أشعر أنني وصلت البيت».