العدد 12 - الملف
 

لم يكن الفريق المتقاعد داوود حنانيا المولود في القدس العام 1934، أول طبيب أردني يقوم بعملية قلب مفتوح في الأردن العام 1970 فحسْب، بل كان أول طبيب عربي يقوم بعملية زراعة كلى في الأردن والعالم العربي العام 1972، وأول طبيب أردني وعربي يجري عملية زراعة قلب مفتوح العام 1985.

الباشا داوود أنسطاس عيسى حنانيا، ينتمي لأسرة مسيحية ذات جذور مقدسية، عاش طفولته في حي القطمون في القدس، وشهد الاشتباكات الأولى بين العرب واليهود العام 1947، انتُخب والده نائباً لرئيس بلدية القدس أواخر ثلاثينيات القرن الماضي. وفي العام 1950، مع إعلان وحدة الضفتين، انتقل الوالد إلى عمان وتقلد وزارات عدة من بينها وزارة اللاجئين والخارجية والعدل 1952، خلال فترة صياغة الدستور الأردني.

لم يكن الابن آنذاك هاوياً للسياسة، فآثر إتمام دراسته الثانوية في مدرسة الفرير في القدس، وفي العام 1952 ابتعثه الجيش العربي لدراسة الطب في بريطانيا برفقة عارف البطاينة الذي أصبح في ما بعد مديراً للخدمات الطبية الملكية. وعند عودة حنانيا، انتظم طبيباً في صفوف القوات المسلحة الأردنية العام 1957، ليكون بذلك أول متخرج من المبتعثين الأردنيين للدراسة في الخارج.

الباشا المتقاعد لم يخلع مريوله الأبيض منذ أكثر من نصف قرن، أجرى خلاله أكثر من 12 ألف عملية قلب مختلفة، متدرجاً في الرتب العسكرية إلى أن وصل لرتبة فريق، وشغل خلال ذلك مناصب عسكرية إدارية وفنية مختلفة، فكان أول مدير لمدينة الحسين الطبية العام 1973، ومديراً للخدمات الطبية الملكية العام 1988.

لم يكن هروبه من السياسة متقناً، فقد استطاعت الإمساك به أكثر من مرة، حين عُيّن في مجلس الأعيان ثلاث مرات: 1989، 1997 و2007، وهو رئيس لجنة الشؤون البيئية والصحة والتنمية الاجتماعية، وعضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، المعنية في النظر بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ودراسة مشروعات القوانين المتعلقة بها.

الباشا المتقاعد داوود حنانيا: ريادة عربية في الطب
 
01-Jun-2010
 
العدد 12