العدد 12 - الملف | ||||||||||||||
التصاميم الرفيعة المتميزة التي يقف وراءها المعماري عمار خماش شاهدةً على إبداعاته في غير مجال فني، ليست وحدها ما جعل منه ذا سمعة مرموقة على المستويين العربي والدولي؛ فما يجري تداوله من عملة ورقية أردنية من الفئات المختلفة، هو من إبداع خماش وتصميمه، بتكليف من البنك المركزي الأردني العام 2003. لم يكن عمار حين كان طفلاً، يعرف أن والده ياسر خماش، يشرف على تنفيذ مشاريع مهمة تؤسس لبنية تحتية ينعم بها كل المواطنين، فالوالد خريج الهندسة المدنية من جامعة كنتاكي الأميركية،كان مهندس الموقع لقناة الغور الشرقية، قناة الملك عبدالله، تلك التي جعلت من أهالي الغور يتحولون من الرعي إلى الزراعة، وكان مشرفاً على تنفيذ الطريق الصحراوية الممتدة بين العاصمة عمّان ومحافظة العقبة على طول 330 كم مطلع الستينيات. وُلد عمار في عمان العام 1960 لعائلة نابلسية قدمت إلى الأردن بداية الخمسينيات، وبعد أن تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس عمان توجّه لدراسة الهندسة المعمارية في جامعة لويزيانا في الولايات المتحدة الأميركية. وإثر عودته لعمان، بدأت حكايته مع التصميم والإبداع، فهو الذي ابتدع تصاميم متميزة لمبانٍ ومؤسسات عديدة في المنطقة، أبرزها تصميمه لمسجد الناصرة 2005. محلياً، قام بتصميم مبنى الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة، ودارة الفنون في جبل عمان ومتحف الحِرَف في مؤسسة نهر الأردن، ومن أشهر مشاريعه إعادة إحياء «بيلا» وادي الأردن، الذي شيد من خلاله بيتَي استراحة، أحدهما في بيلا والآخر في أم قيس. يزخر سجل خماش بالعديد من الإنجازات، فقد كان فندق فينان الذي صممه في محمية ضانا، من بين أفضل أربعة فنادق بيئية في العالم 2009، ويعد الأول من نوعه في الأردن، إذ يقدم تجربة بيئية فريدة من نوعها للزوار من خلال اتباع نظام بيئي متكامل، كما عمل خماش على ترميم وإعادة هيكلة نُزل الأزرق بعد أن كان في الأربعينيات مستشفى عسكرياً بريطانياً. فضلاً عن إبداعاته المعمارية، فإن لديه اهتمامات ومواهب فنية متعددة، فهو فنان تشكيلي يرسم برؤية مستكشفة توظف المشهد الطبيعي بشكل مختلف، أملاً في تمتين العلاقة بين العقل والمشهد الطبيعي الماثل،كما أن لديه اهتمامات في التصوير الفوتوغرافي جنباً إلى جنب مع تخصصه في الفن المعماري والأنثروبولوجيا والطبيعة. |
|
|||||||||||||