العدد 3 - نبض البلد | ||||||||||||||
يتناول فيلم «أكاذيب محرّمة» للمخرجة الأسترالية آنا بروينوسكي، الكيفية التي تُنقل فيها صورة العرب إلى الغرب، عبر تتبُّع الملابسات التي أحاطت برواية نورما خوري المثيرة للجدل الحب المحرَّم. الفيلم الذي عُرض في مقر الهيئة الملكية للأفلام، 11 آب/أغسطس، يُفتتح بمشاهد مدروسة توضّح تهافت عروض الناشرين الغربيين على رواية خوري، وكيف نُشرت الرواية في زمن قياسي من دون تدقيق أو تحقيق، ليتلقفها القراء بشغف «الغربي» الذي أراد الإطلالة على العالمين العربي والإسلامي، الذي كثيراً ما صُوّر في مخياله بأنه عالم دموي متوحش. من خلال تلفيقاتها، قدمت خوري للقارئ الغربي الوجبة التي يشتهي؛ إذ يُقْدم الأب المسلم على تمزيق جسد ابنته بالسكين دون رحمة، بعد اكتشافه أنها على علاقة بضابط مسيحي تعرّفت إليه في صالون حلاقة «مختلط». وتدعي خوري أن المغدورة «أعزّ صديقاتها». وعبر كاميرا تركّز عدستها على انفعالات الوجه كأنما تقرأ ما بين السطور، ينقل الفيلم ومدته 108 دقائق، مشاهد تم تصويرها في الأردن واليونان وبريطانيا وأستراليا، ولقاءات مع خوري وناشري الرواية، ثم يتتبع المؤلفة وهي تحاضر في أستراليا عن أهمية روايتها، كاشفاً عن تعاطفٍ كبير تمتعت به من مستمعيها الذين نظروا إليها بوصفها «بطلة». عبر لقاء العديد من المعنيين بقضية خوري، تؤكد مخرجة الفيلم أن الحب المحرَّم ليست سوى عملية تشويه متعمّد لصورة العرب والمسلمين، وتكشف بروينوسكي عن الأكاذيب والأخطاء الواردة في الرواية التي رصدتها الصحفية والناشطة الحقوقية رنا الحسيني، ونوّهت بها في كتابها الذي صدر مؤخراً بعنوان جريمة باسم الشرف. من هذه الأخطاء أن نهر الأردن يمر بعمّان، وأن خوري عذراء، ولم يسبق لها الزواج، رغم أن التحقيقات كشفت أنها متزوجة وأم لطفلين. تؤكد الحسيني في حديث لـ«ے» أن أهمية الفيلم تكمن في تقديمه صورة واقعية لحياة المرأة الأردنية، وتوضيح الحقائق التي غالطتها خوري، وإبراز دور الإعلام في الكشف عن زيف ادعاءاتها، مشيرة إلى أن الغرب عليه أن يعي أن ما يُكتب عن العالمين العربي والإسلامي ليس كله «مقدساً». تقول: «لا أحد ينكر وجود جرائم الشرف في الأردن، لكن تضخيم هذه الجرائم هو ما يثير استنكارنا». مخرجة الفيلم كانت قالت عبر تصريحات لها على موقع الجزيرة الإلكتروني، إن نورما خوري «مختلّة عقلياً»، وأضافت أنها تأكدت من ذلك من واقع تحليل أقوالها من قِبَل خبراء كشف الكذب والاحتيال، إذ كانت تخترع أكاذيب وادعاءات جديدة في كل مرة تؤخَذ فيها أقوالها. وتوضح بروينوسكي أن غرض نورما خوري من روايتها هو نيل الشهرة والمال مقابل تشويه صورة العرب لدى الرأي العام العالمي. يؤكد الفيلم ذلك من خلال تصويره الجدل الذي أحاط بمتن رواية خوري وبشخصيتها أيضاً، فقد وصفها بعضهم بـ«الماكرة»، فيما رأى بعضهم الآخر فيها «روحَ قديسة». ويبين الفيلم كيف حققت الرواية التي تتناول جرائم الشرف في الأردن، الشهرة والثروة لخوري فور نشرها، قبل أن يتم الكشف على ما انطوت عليه من أكاذيب تجافي المنطق وتشوه الحقيقة. فقد كشف الصحفي في سيدني مورنينغ هيرالد مالكولم نوكس، بمساعدة الحسيني وأمل الصباغ، أن الأحداث التي روتها خوري ليست واقعية، وإنما من صنع خيالها، ما دفع دارَ النشر الأسترالية راندوم هاوس إلى سحب الرواية من الأسواق بعد أن بيع منها نحو ربع مليون نسخة في أستراليا وحدها، وتُرجمت لأكثر من خمس عشرة لغة. يُذكر أن الفيلم حائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي، وأفضل مونتاج في المعهد الأسترالي للأفلام AFI، وجائزة WGA لأفضل سيناريو وثائقي العام 2008. |
|
|||||||||||||