العدد 12 - الملف | ||||||||||||||
في آذار/مارس 2009 افتتح الملك عبد الله الثاني مصنعاً تابعاً لمجموعة شركات أدوية الحكمة بالقرب من العاصمة البرتغالية لشبونة، ليُضاف هذا المصنع إلى إنجازات المجموعة التي تتخذ من عمّان مقرً رئيسياً لها. ولأنها اختارت عمّان مركز انطلاقتها، فقد وفرّت المجموعة التي أسسها سميح طالب دروزة في ستينيات القرن الماضي، أكثر من 2000 فرصة عمل لمواطنين أردنيين، من بين نحو 4880 موظفاً وموظفة يعملون ضمن شبكتها العالمية. ما أنجزه مؤسس المجموعة ورئيس مجلس إدارتها، حصيلة إيمان وعصامية وإرادة، جعلت «أدوية الحكمة» تسهم بنحو 7 في المئة من مجمل روافد الاقتصاد الأردني، وتصبح رابع شركة مدرجة أسهمها في سوق لندن المالي. وُلد دروزة في نابلس العام 1930، وعاش طفولته في يافا التي كانت أسرته تسكنها قبل ذلك. وهناك درس في الكتّاب، ومن ثم دخل المدرسة الابتدائية في يافا. خلال إضراب العام 1936 رحلت الأسرة إلى نابلس، ومن ثم إلى عمّان، وسكنت عند أحد الأقارب في جبل الجوفة، قبل أن تعود إلى يافا مرة أخرى. وهناك انتقل دروزة إلى مدرسة حكومية، ثم درسَ في الكلية العربية بالقدس، وكان من زملاء الصف الذين يذكرهم: ذوقان الهنداوي، نوري شفيق وناصر الدين الأسد. في العام 1978 أسس دروزة شركة أدوية الحكمة، وهي أول شركة عربية تحصل على اعتماد من منظمة الغذاء والدواء الأميركية، في الأردن، وتضم مجموعة شركات دوائية متعددة الجنسيات تقوم بتصنيع وتطوير مجموعة متنوعة من المستحضرات الصيدلانية التي تحمل براءات اختراع. لدى الشركة مواقع للتصنيع في عدد من الدول من بينها الأردن، السعودية، الجزائر، تونس، مصر، البرتغال، إيطاليا، ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، وهي مسجلة في كل من سوقَي لندن ودبي المالييَن. المجموعة التي تعدّ أكبر مجموعة دوائية يمتلكها القطاع الخاص، بلغت مبيعاتها العام 2009 نحو 650 مليون دولار، وارتفعت أرباحها بنسبة 36 في المئة، ليبلغ صافي الأرباح نحو 78 مليون دولار، بالمقارنة مع 57 مليون دولار العام 2008. وتمكّن دروزة الذي يرأس مجلس إدارتها، من الفوز بجائزة رائد الأعمال في الشرق الأوسط للعام 2007، ليكون بذلك أول عربي يفوز بهذه الجائزة التي أطلقتها آرنست ويونغ للمرة الأولى في الشرق الأوسط بعد سنوات من إطلاقها في دول أوروبا وأميركا الشمالية. استطاعت المجموعة الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال سعيها الدائم لإنتاج مستحضرات صيدلانية ذات كفاءة وجودة عالية تتوافق مع المعايير العالمية، حيث تباع هذه المستحضرات في نحو 50 دولة في أنحاء العالم. عملَ سميح دروزة لبلده الأردن، وفي ذلك يقول: «لا أشعر بفرقٍ بين الكرك والخليل وإربد وجنين وحيفا، أنا ابن جيل الوحدة، عملنا لأجل وطن واحد، مع الاحترام لأصل كل فرد». |
|
|||||||||||||