العدد 12 - الملف
 

وفرّ البنك العربي 2700 فرصة عمل لأردنيين، في 80 فرعاً له تتوزع في مناطق مختلفة من المملكة، ليبلغ مجموع العاملين لديه في شبكة فروعه الدولية أكثر من 6500 موظف وموظفة.

مؤسس البنك العربي عبد الحميد شومان، 1888 – 1974، وُلد في بلدة بيت حنينا القريبة من القدس في العام 1888، هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية 1911، وعمل بائعاً متجولاً، ثم عاد إلى فلسطين في العام 1929، ليؤسس البنك العربي المعروف حالياً على المستوى العالمي، في القدس العام 1930.

عمل شومان في تجارة حجارة البناء، وعاد إلى بلدته، وأقام مدرسة وكلية جامعية متوسطة عُرفت باسم «مدرسة التطبيقات المسلكية»، التي تطورت في ما بعد لتصبح جامعة بيت حنينا، وقد سار نجله عبد المجيد على نهجه، وأسس نواة جامعة القدس على أراضي الجمعية الخيرية التي تَرأسّها لفترة طويلة، وحالياً، عبد الحميد شومان الحفيد، هو رئيس الجمعية وما زال يتابع تطوير أملاكها.

انتُخب عبد الحميد الحفيد، لرئاسة مجلس إدارة البنك العربي، مرات عدة، خلال فترة امتدت لأكثر من 30 عاماً، وشغل فيها مواقع ووظائف مختلفة في البنك العربي، وذلك بعد أن استهل حياته العملية بالتدريب البنكي المكثف بعد نيله درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت 1970.

سُجّل البنك العربي في 21 أيار/مايو 1930، وبدأ عملياته في القدس في 14 تموز/ يوليو من العام نفسه. وتطور البنك ليصبح بمرور الزمن واحداً من أكبر مؤسسات الشرق الأوسط المالية في العالم، إذ تعدّ مجموعة البنك العربي أكبر شبكة مصرفية عربية في العالم، وتتكون من أكثر من 500 فرع في 30 دولة، وتغطي خمس قارات.

حققت المجموعة نتائج مالية غير مسبوقة في السنوات الثلاث الأخيرة كانت الأفضل منذ التأسيس؛ حيث بلغ مجموع الأرباح قبل الضرائب وبعد المخصصات 1.061 بليون دولار في نهاية العام 2008، مقارنة مع 964 مليون دولار للفترة نفسها من العام 2007.

البنك العربي الذي يتخذ من عمّان مقرّاً رئيسياً له، هو أول مؤسسة مالية تابعة للقطاع الخاص في الوطن العربي، وقد صُنف من ضمن أكبر المؤسسات المالية العالمية في العام 2008، بما يخص القوة والملاءة المالية، وهو أيضاً أوّل شركة مساهمة عامّة يتمّ إدراجها في بورصة عمّان منذ العام 1978.

ويحتل البنك مكانة بارزة في الأسواق والمراكز المالية الرئيسية: لندن، نيويورك، دبي، سنغافورة، زيوريخ، باريس، فرانكفورت، سيدني والبحرين.

في آب/أغسطس 2006، وأثناء زيارة الملك عبد الله الثاني للبنك العربي، تبرّعَ البنك بمليونَي دينار لدعم الجهود الحكومية لمحاربة الفقر في المناطق الجنوبية من البلاد. وهو دائم النشاط في مجال رعاية المؤسسات التعليميّة والطبيّة، بالإضافة إلى أنه يوفّر مِنَحاً للطلَبة في الأردن والأراضي الفلسطينيّة.

واستهدف البنك وهو المؤسسة المالية المصرفية الأهم محلياً، مئات المستفيدين في المجتمعات المحليّة الذين دخلوا في شراكة مع البنك، من جامعات ومدارس ومستشفيات ومراكز للشّباب ومراكز ثقافيّة ودور رعاية الأيتام. وبهدف المساهمة في تنمية المجتمع، أطلق البنك برنامجه الجديد تحت شعار «معاً»، وهو برنامج مسؤولية اجتماعية واسع النطاق يستهدف جوانب وفئات مختلفة من المجتمع، ويسعى من خلال العمل مع منظمات غير حكومية إلى تعزيز أواصر التعاون وروح التطوع والمواطنة.

ومحلياً، يعد البنك العربي، مسهماً رئيسياً في المشاريع التنموية المحلية، وهو صاحب يد سخية في مختلف الأعمال الطوعية والخيرية. ويعمل عادة بصمت، بعيداً عن الضجيج الإعلامي.

لم يختر عبد الحميد المؤسس، لندن مساحة وعاصمة لمشروعه الإنمائي الكبير، ولم يختر نيويورك، وكانتا في حينها أجدى له وأكثر نفعاً وربحاً، لو كانت نظرته مالية ونفعية فقط، بل اختار عمّان، التي أحَبّ واستقرت عائلته فيها، وتفاعل مع وطنه الأردن تفاعل المواطن الصالح، فكان صاحب النخوة كلما شحّ الزيت في قنديل الحكومات، ومُسدّد التزامات الدولة كلما عجزت بقدّها وقديدها عن فعل ذلك.

البنك العربي: قصة نجاح محفورة بأحرف من ذهب
 
01-Jun-2010
 
العدد 12