العدد 3 - سينما وتلفزيون
 

يبدأ قريباً تصوير مشاهد الفيلم الدرامي الأميركي «القندس»، وهو الثاني الذي يجمع بين النجمين السينمائيين، ميل جيبسون، وجودي فوستر منذ 15 عاماً، بعد فيلم الغرب الأميركي «مافريك» 1994. وستقوم فوستر بإخراج هذا الفيلم الذي سيكون الثالث من إخراجها.

ينتمي «القندس» إلى أفلام الكوميديا السوداء، وتدور قصته حول رجل متزوج، يؤدي دوره جيبسون، يعاني من الاكتئاب، وهو على وشك الإصابة بانهيار عصبي، إلا أنه يجد عزاءه وسلوانه باستخدام قفاز بشكل دمية من جلد حيوان القندس. وتقوم الممثلة فوستر بدور الزوجة.

رُصدت للفيلم ميزانية تبلغ نحو 19 مليون دولار، وهو مبلغ يقل عن الأجر المعتاد لميل جيبسون عن الفيلم، 25 مليون دولار، ويزيد قليلاً عن الأجر المعتاد لجودي فوستر عن الفيلم، 15 مليون دولار، ما يشير إلى تنازل كل منهما عن جزء كبير من أجره لتسهيل عملية تمويل هذا الفيلم وإنتاجه.

يجمع «القندس» بين اثنين من الممثلين مارسا الإخراج السينمائي بنجاح، بخاصة جيبسون، أميركي المولد أسترالي النشأة والشهرة قبل أن يبلغ ذروة شهرته ونجاحه في هوليوود التي انتقل إليها العام 1984. ويحتل جيبسون مكانة مرموقة كمخرج سينمائي، بفضل أفلام متميزة فازت بعدد كبير من الجوائز السينمائية وحققت نجاحاً كبيراً على شبّاك التذاكر. ومن أبرزها: الفيلم التاريخي «القلب الشجاع» 1995، وفيلم «آلام المسيح» 2004.

جيبسون لم يقم ببطولة أيّ فيلم، أي منذ «الشرطي السري المغني» قبل ستة أعوام 2003. وقد تفرغ خلال السنوات الأخيرة للإخراج والإنتاج والتأليف السينمائي والتمثيل والإنتاج التلفزيوني، وشملت الأفلام التي قام بإخراجها فيلمين لم يظهر فيهما، وهما: «آلام المسيح» الناطق باللغتين اللاتينية والآرامية، والفيلم التاريخي «أبوكاليبتو» 2006، الذي يتناول حضارة المايا في أميركا الوسطى وطابع العنف الذي سادها خلال سنواتها الأخيرة، وهو ناطق بلغة المايا، ورُشح هذا الفيلم لثلاث من جوائز الأوسكار.

يُعزى عدم قيام جيبسون بأدوار بطولة سينمائية في الأعوام الأخيرة، إلى انشغاله في الإخراج والإنتاج والتأليف السينمائي، ومواجهته العلنية مع يهود أميركيين متنفذين في هوليوود.

ففي تموز/يوليو 2006 أوقفه شرطي في ولاية كاليفورنيا وهو يقود سيارته بسرعة كبيرة تحت تأثير تناول الكحول. وصودف أن الشرطي كان يهودياً، ويبدو أن جيبسون، وهو كاثوليكي، أدرك ذلك، فقام بمهاجمة اليهود بأقسى العبارات، ومما قاله: «اليهود مسؤولون عن كل الحروب في العالم».

في اليوم التالي، تصدّرت أنباء هذه الحادث والعبارات التي أطلقها جيبسون عن اليهود، عناوين الأنباء. ما دفعه بعد ذلك إلى تقديم اعتذار علني عما صدر عنه، إلا أن المتحدث باسم عصبة مناهضة التعصب اليهودية الأميركية رفض اعتذاره، وأعرب عن الأمل في أن «تدرك هوليوود الشخص المتعصب في وسطها، وأن تضع مسافة بينها وبين هذا المعادي للسامية»، وفقاً لتعبيره.

كان جيبسون أثار غضب واستياء منظمات يهودية أميركية شنت عليه حملة شعواء قبل ذلك بعامين، عندما قام بإخراج فيلم «آلام المسيح» وشارك في كتابة السيناريو له. ورأت تلك المنظمات أن قصة الفيلم ستثير مشاعر معاداة اليهود، لأن الفيلم سيربط موت السيد المسيح باليهود. ورفضت أستوديوهات هوليوود تمويل الفيلم، ليس لأنها عدّته مسيئاً لليهود فحسب، بل لأنها رأت فيه مشروعاً فاشلاً مثل معظم الأفلام الدينية التي تتعرض عادة لخسائر مالية جسيمة. واضطر جيبسون إلى تمويل الفيلم، الذي بلغت تكاليف إنتاجه 30 مليون دولار، بنفسه. إلا أن الفيلم حقق نجاحاً جماهيرياً فاق التوقعات، وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية على شباك التذاكر 612 مليون دولار.

يبدو جلياً أن عروض أدوار البطولة السينمائية في هوليوود على جيبسون قد توقفت على مدى سنوات عدة، بسبب مواقفه التي أثارت حفيظة اليهود الذين ينتمي إليهم جميع مدراء أستوديوهات هوليوود الرئيسة، ونسبة كبيرة من المنتجين السينمائيين. ومع ذلك، فإن اليهود المتنفذين في هوليوود لا يستطيعون منع جيبسون من إنتاج أفلام يقوم بتمويلها بنفسه، كما فعل في فيلم «آلام المسيح».

«القندس»: لقاء سينمائي ثانٍ بين جيبسون وفوستر
 
01-Sep-2009
 
العدد 3