العدد 12 - أربعة أسابيع | ||||||||||||||
لم تحظَ زيارة J Street بتغطية إعلامية تناسب الدور الذي تحاول هذه المنظمة اليهودية المعتدلة أن تلعبه، فلم يكن هناك تقريباً سوى الخبر الرسمي الذي بثته بترا يوم 2 أيار/مايو 2010، عن استقبال الملك عبد الله والملكة رانيا لوفد المنظمة الناشطة في إسرائيل والولايات المتحدة، والتي زارت الأردن في إطار جولة في المنطقة. الاستقبال الملكي الذي أعقبه إصدار الديوان الملكي بياناً أكّد فيه الحاجة الماسّة لاستمرار عملية السلام لتجنّب «عنف سيدفع الجميع ثمنه»، فُسّر بأنه يأتي في سياق الجهود المبذولة لإنقاذ الجهود المتعثرة لعملية السلام، والتأكيد على أهمية التنسيق مع تيارات معتدلة مثل J Street. المنظمة التي تأسست في نيسان/أبريل 2008، تعرّف نفسها بأنها «مؤيدة لإسرائيل وللسلام»، وتتبنى حلّ الدولتين، كما أنها ترفض استمرار سياسة الاستيطان التي تراها تقف عائقاً أمام السلام، فضلاً عن استنزافها إسرائيل عسكرياً واقتصادياً. المنظمة بهذا المعنى هي المشروع المناقض لمنظمة AIPAC، اللوبي الصهيوني اليميني الذي تأسس في خمسينيات القرن العشرين، والذي أكّدت دراسة قام بها الأميركيان جون ج ميرشايمر وستفان والت العام 2006 بعنوان «اللوبي الإسرائيلي والسياسية الخارجية الأميركية» مقدار تغلغله في دوائر صنع القرار الأميركية. تأسيس J Street وتنامي نشاطها أمام سطوة AIPAC قد يكون مؤشراً كما ذكرت صحيفة Christian Science Monitor إلى انقسام اللوبي الصهيوني في أميركا، بخاصة مع مواقف كالتي تعلنها J Street، التي جمعت عبر الإنترنت 30 ألف توقيع على عريضة أدانت العدوان الإسرائيلي على غزة، كما أنها أدانت الحرب على العراق، وتدعو إلى حلّ النزاع حول الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية. هذه المواقف تسببت للمنظمة بانتقادات قاسية من اليمين اليهودي، ومنها دعوة الرئيس السابق للكونغرس اليهودي العالمي إيزي ليبلر إلى مقاطعتها، واصفاً أعضاءها بأنهم «يهود خوَنة». رغم التجاهل الإعلامي، فإن المنظمة استُقبلت بحفاوة، فقد أقام لها رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري مأدبة غداء، حضرتها شخصيات سياسية من بينهم وزراء سابقون، كما أقيمت على شرفها العديد من دعوات الغداء والعشاء في بيوت مسؤولين، فيما يبدو أنه وعي بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المنظمة في إعادة الحياة إلى عملية السلام. تبدو الطريق طويلة أمام J Street التي تأسست قبل عامين، وتبلغ ميزانيتها السنوية مليون ونصف المليون دولار، مقابل AIPAC التي تأسست العام 1953، وتبلغ ميزانيتها السنوية 50 مليون دولار، ولكنها محاولة لرفع نبرة الأصوات المعتدلة في الأوساط اليهودية التي تغيبها على ما يبدو الأصوات المرتفعة. والطريف أن هذه هي الفكرة التي ارتكزت عليها تسمية J Street، فالمعروف أن شبكة الشوارع في واشنطن، وهي المعقل الأساسي للّولبي الصهيوني، مقسّمة وفق الأحرف الهجائية، ولكنها ولمنع التباس الحرفين j وi، تفتقر إلى شارع يحمل تسمية J، وبذلك فإن J Street بهذا المعنى تعني التعبير عما هو غائب. |
|
|||||||||||||