العدد 3 - أربعة أسابيع
 

يوسف شمعون

مؤسس ومدير المبيعات والتسويق في «أخطبوط». نال درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة العام 2006. ونال قبل ذلك شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة Mac Gill في كندا العام 2001. وكان أنهى دراسته الثانوية في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية بعمّان العام 1997.

«أخطبوط» شبكة توظيف إلكترونية، أسسها شباب حديثو التخرُّج، أدركوا لغة العصر، وحاجة البلاد إلى تحديث وسائل البحث عن عمل ومكافحة البطالة. اتخذت مقرها في الطابق العاشر في «أبراج أعمار» بعمّان، ولها نشاط متنامٍ في دول الخليج. استمعت «السّجل» إلى شرح للجوانب الفنية من عمل الشبكة، قدمه المؤسس ومدير تطوير المنتَج محمد الحاج حسن، ومنسقة التسويق ميس القسوس. ثم التقت «السّجل» في حوار شامل مع المدير يوسف شمعون للتعرف على أبعاد هذه التجربة.

حوار: حسين أبو رمّان

«السّجل»: من أين جاءت فكرة «أخطبوط»؟

- بدأت الفكرة العام 2006 حينما كنت أتابع دراسة الماجستير في إدارة الأعمال، وكان صديقي محمد الحاج يعمل آنذاك في شركة متخصصة في مجال التمويل، فاكتشفنا أن فكرة المشروع اختمرت في ذهن كل منا بشكل مستقل عن الآخر، ولكن بشكل متزامن. وقد أتيح لي أثناء الدراسة أن أتعرف على أبعاد مشكلة البطالة في الوطن العربي الذي يتوجب عليه أن يخلق مئة مليون فرصة عمل جديدة العام 2020 حتى يحافظ على معدل البطالة الراهن، وفقاً لإحصاءات البنك الدولي. كذلك استمعتُ لمحاضرة قيّمة لخبير في مواقع التوظيف الإلكترونية، تعرفت من خلالها على مضامين هذا العمل مقارنة بالوسائل التقليدية. وبعد ذلك، اكتشف كلٌّ منا عدم وجود أسلوب واضح وفعّال يساعد الخريجين في إيجاد وظائف لهم، لذلك كان حافزاً لنا على العمل لإنشاء موقع توظيف إلكتروني متخصص.

«السّجل»: ماذا تقدم «أخطبوط» لسوق العمل؟

- «أخطبوط» شركة خاصة للتوظيف. ويتمثل الإبداع في عملها بنقل عملية التوظيف إلى أسلوب عصري فعّال يعتمد على الإنترنت. فمن يبحث عن عمل، عليه أن يدخل إلى موقع أخطبوط الإلكتروني، ويحمّل سيرته الذاتية التي تضاف إلى قاعدة البيانات، ولدينا الآن مئة ألف سيرة ذاتية لطالبي عمل. هذه العملية مجانية، ونحن على استعداد لتقييم السير الذاتية من حيث نقاط قوتها أو ضعفها بناء على طلب أصحابها مجاناً أيضاً، لكن تقديم خدمة كتابة السيرة الذاتية لمن يطلبها تتم مقابل أجر. وتعد «أخطبوط» الشبكة الوحيدة في الشرق الأوسط التــي تقدم اختبارات تحليل الشخصية ضمن النطــاق المهــني وفق المؤشر العالمي Briggs-Myers Type Indicator - BMTI.

«السّجل»: وماذا بشأن الشركات؟

- الشركات، حينما تنشر إعلاناً على الموقع عن وظائف شاغرة، تدفع تكلفة إعلانها الذي يستمر ثلاثين يوماً. وبما أن متوسط عدد زوار الموقع هو 5-6 آلاف شخص يومياً، فهذا يعطي فكرة عن عدد الأشخاص الذين يتاح لهم الاطلاع على إعلانات الشركات. كذلك نوفر للشركات خياراً آخر يتمثل في الدخول إلى قاعدة البيانات للبحث عن الطلبات التي تناسبهم. كما نعمل وفق منظور «الشبكة الوظيفية» التي هي أوسع من الموقع الإلكتروني، حيث ننشر إعلانات الشركات في الراديو باللغة الإنجليزية على موجة FM 99.6 ثلاث مرات يومياً، كما ننشرها في صحيفة الغد. ويمكن أن نقوم بالنيابة عن الشركة بالبحث في قاعدة البيانات عن المؤهلات التي تحتاجها.

«السّجل»: كيف تفسرون خطوتكم في العودة للإعلان عن وظائف في الصحف؟

- استخدام الصحيفة هنا لا يتم بالطريقة التقليدية. الإعلان في الصحيفة يقدم نبذة موجزة عن الشواغر لِلَفت النظر إليها، فقد لا يكون الشخص قد دخل على أخطبوط لرؤية الإعلانات الموجودة. لكن الاستفادة من الإعلان لا تتم إلا بالدخول على الموقع، واستخدام رمز الوظيفة الشاغرة المشار إليه في الصحيفة.

«السّجل»: ما معيار النجاح في عملكم؟

- النجاح يعني توفير أكبر عدد من فرص العمل للباحثين عنه، وتلبية طلبات الشركات بطريقة مهنية. لكن تنبغي الإشارة إلى أن من أهم معايير النجاح بالنسبة لنا أن نساعد الشبّان في أن يجدوا الوظائف «الصحيحة»، أي التي تناسبهم، بما يمكنهم من التميز والإبداع فيها. فعلى هذا تتوقف إلى حدود بعيدة إنتاجية الموظف التي هي الأساس في تقدُّم المجتمع. ونقوم في بداية السنة بعمل استطلاع للشركات التي نتعامل معها، فنستفسر عن عمليات التوظيف التي تمت، وعمّا إذا ما زال الأشخاص الذين وظّفوهم على رأس عملهم، ونستطلع مدى رضا هذه الشركات عن هؤلاء الموظفين.

«السّجل»: كيف تمارسون مسؤوليتكم الاجتماعية؟

- أطلقنا مبادرة «أخطبوط يهتمّ»، في شباط/فبراير 2009، والتي قادتنا إلى توقيع اتفاقيات مع جامعات حكومية وخاصة ومؤسسات غير ربحية لإعطاء محاضرات للطلبة عن كيفية إعداد السير الذاتية لأغراض البحث عن عمل بطريقة صحيحة، وعن كيفية التصرف خلال المقابلة مع أصحاب العمل، وشرح أهمية الالتزام بالوقت، وتطوير القدرات الذاتية.

«السّجل»: ما الفرق بين الإعلان عن وظيفة في صحيفة أو في موقع الإلكتروني؟

- عندما تعلن شركة عن وظيفة في صحيفة، تكون مقيدة بمساحة محددة، فلا تنشر كل المسؤوليات المطلوبة من الوظيفة. في حين أن إعلانات أخطبوط تسمح بنشر كل العناصر الأساسية التي يستكشف الباحث عن عمل من خلالها ما إذا كان لديه المؤهلات اللازمة للتقدم لتلك الوظيفة أو لا. وفي حالة الإعلان عن وظيفة شاغرة في صحيفة، تصل السير الذاتية عن طريق الفاكس أو اليد أو البريد الإلكتروني، وهذا يتطلب من الشركة وقتاً طويلاً لفرز هذه الطلبات ورؤية المناسب منها لإجراء المقابلات، بينما في حالتنا، تصلنا السير الذاتية إلكترونياً، ونقوم نحن بـ«الفلترة». أما الباحث عن عمل، فحينما يتقدم لوظيفة شاغرة من خلالنا، فإن سيرته الذاتية تدخل ضمن قاعدة البيانات، وهذا يعني أنه قد يجد فرصة عمل في أي وقت.

«السّجل»: بشكل أكثر وضوحاً، ماذا تعني «الفلترة»؟

- نظام الفلترة هو تكنولوجيا حديثة، يعمل وفق مبدأ النظام نفسه الذي يستخدمه غوغل. الفرق أن غوغل، يبحث في الإنترنت، بينما نبحث نحن في قاعدة بيانات، وهذا يعطينا بشكل فوري كل التصنيفات المرغوبة حسب المؤهلات، الفئة العمرية، الخبرة، الجنسية، اللغات التي يتقنها الباحث عن عمل، وهذه أقصر الطرق التي تمكّن الشركة من العثور على طلبات التوظيف التي تلبي احتياجاتها.

«السّجل»: في ضوء تجربتكم العملية، كيف تنظرون لدور الجامعات؟

- الطالب في بلادنا لا يفكر إبان دراسته في العمل لفترات معينة خلال العطل الصيفية، كما أن الجامعة لا تحثه على ذلك إلا بعد التخرُّج. هذا السلوك غير موجود في الجامعات الأجنبية التي تحث طلبتها على العمل خلال العطل الصيفية، وتوفر لهم الفرص والحوافز لذلك، حيث إن من المهمّ أن يكتسب الطالب خبرة في العمل سواء في مجال تخصصه أو في غيره، وأن يتعرف على الحياة العملية وكيفية التعامل مع زملائه، وهذا يساعده لاحقاً في معرفة ما يريد وما لا يريد.

«السّجل»: هل تغيرت نظرتكم لموضوع البطالة؟

- أهمّ ما في الأمر أن البطالة لا تعني عدم وجود شواغر، فالتحدّي هو كيفية البحث عن الوظيفة باللجوء إلى الخيارات المتاحة: أخطبوط والراديو والصحف وسواها. وإذا كانت البطالة تعني وجود نقص في طاقة الاقتصاد الوطني على استيعاب الباحثين عن عمل، فإن نسبة عالية من هذه البطالة ناتجة عن خلل في توصيل المعلومات ما بين الشركات والباحثين عن عمل. ورغم كل ما يقال عن الأزمة الاقتصادية والتراجع، نحن لدينا في المتوسط نحو 1000 وظيفة شاغرة في الشهر.

«السّجل»: ما المهارات الشخصية التي يتفوق بها باحثٌ عن عمل على آخرين؟

- أهمها مهارات الاتصال التي يتميز بها الفرد من خلال تعامله مع زملائه، ومع زبائن الشركة، وحتى في التعبير عن وجهة نظره، وعن ولائه لعمله. وفي نهاية المطاف، إذا لم يُعجَب صاحب الشركة أو مديرها بطالب الوظيفة، فلن يشغّله.

«السّجل»: كيف تنظرون لمواقع التوظيف الأخرى، والمؤسسات غير الحكومية، مثل «إنجاز»؟

- التجربة علّمتنا أن التنافس يوسّع السوق. لهذا فإن وجود مواقع توظيف إلكترونية متعددة عنصر إيجابي يساعد على التكامل في تقديم الخدمة. أما «إنجاز» فهي مؤسسة رائدة، وهي تنظّم أكبر معرض توظيف سنوي في البلاد، وهناك شراكة استراتيجية بيننا. ونحن نرى أن دور «إنجاز» مفيد جداً على صعيد التجسير بين احتياجات السوق ومخرجات التعليم.

شبكة «أخطبوط» للتوظيف:تحويل فرص عمل شاغرة إلى وظائف فعلية
 
01-Sep-2009
 
العدد 3