العدد 11 - ... ودقّة على المسمار | ||||||||||||||
دخل الكازوز إلى عالم الضيافة الأردنية حديثاً، وكان مشروباً فكاهياً بسبب الفرقعة التي يحدثها، لكن سعره العالي نسبياً وقت التعرف عليه حالَ دون تمتعه بالفكاهة تلك، فقد كان أعلى سعراً من القهوة والشاي اللذين يعتليان سدّة الضيافة السريعة (أي الضيافة ما دون الطبخ). احتل الكازوز موقعاً خاصاً، وتقديمه يعدّ كرماً وتكريما زائداً، لكنك عندما تدعو صديقاً إلى بيتك لا تدعوه إلى شرب الكازوز، بل إلى شرب القهوة أو الشاي، فإذا لبّى الدعوة تكرمه بـالكازوز. كما هو واضح، احتل الكازوز مرتبة عالية فوق الصواني وأطباق الضيافة، لكنه بقي متراجعاً إذا ما نُظر إليه من زاوية القيمة الثقافية للضيافة. لقد كان لإلحاق المصاصة بـالكازوز كأداة سحب السائل إلى الفم، أثر ترفيهي كبير، بعكس الشاي والقهوة اللذان تضطر إلى رفعهما في الكؤوس والفناجين، وأحياناً مع الصحون لإيصالهما إلى الفم. وأذكر أنني في بداية عصر المصّاصات استخدمت إحداها لرفع الشاي الساخن، فانتفضت مزغرداً من شدة الأم، إذ من المعروف أن ألم الفم هو الوحيد الذي يُشتكى منه بالزغردة. |
|
|||||||||||||