العدد 11 - نبض البلد | ||||||||||||||
بدا واضحاً أن «سمبوزيوم رواق البلقاء: فن، شعر، موسيقى»، أصبح يشكّل علامة فارقة في الحركة الفنية في البلاد. السمبوزيوم الذي يقام للمرة الثالثة على التوالي، انطلقت فعالياته برعاية وزير الثقافة نبيه شقم، 12 نيسان/إبريل 2010، بمشاركة محلية عربية وعالمية، توّجت عقدين من إنجاز رواق البلقاء، المؤسسة الخاصة التي حملت على عاتقها تنظيم هذا الحدث الذي احتفى بربيع التشكيل والشعر والموسيقى، مبرزاً ينبوع الجمال الواحد الذي تستقي منه هذه الفنون ما يُغْني النفس ويسرّ الخاطر. اشتمل حفل الإطلاق على تكريم فنانين، وعزفٍ على العود للموسيقي صخر حتر، ومشهد كوميدي للفنان نبيل صوالحة، إضافة إلى عرض أزياء تراثي، قدمته المصممة العراقية هناء صادق. شقم، في كلمته التي ألقاها في الافتتاح الذي حضره فنانون وكتّاب وإعلاميون، قال إن لا نجاح للفعل الثقافي من دون شراكة مع القطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني، للوصول إلى «ثقافة جماهيرية ديمقراطية تعبّر عما يريده الجمهور»، وبذا «تتحقق معادلة الإبداع بشقّيها؛ المبدع والمتلقّي». وأوضح مؤسس الرواق الفنان خلدون الداوود، أن السمبوزيوم «ثمرة الخبرة الطويلة للرواق في تعامله مع الشأن الثقافي، وتأكيد للدور الذي أدّاه عبر دعم المشروعات المتنوعة في الفن التشكيلي وصناعة الأفلام التي توثق لسير المبدعين، إضافة إلى ترميم العمارة القديمة». كلمة الضيوف العرب ألقاها الفنان المصري فرغلي عبد الحفيظ، وأشار فيها إلى ثراء العلاقات الثقافية التي تربط الأردن بالدول الشقيقة، مثمناً دور السمبوزيوم في تحاور المثقفين والفنانين العرب في ما بينهم، وتبادل الخبرات والتجارب المتنوعة. وعلى مدار ثلاثة أيام، تواصلت الفعاليات في الرواق بأربع نهارات من الرسم التشكيلي، وأربع أمسيات شعرية، وعروض متواصلة لأفلام تسجيلية، وندوة مخصصة عن الروائي الأردني الراحل مؤنس الرزاز، حضرها جمهور كبير، وذلك بحسب تصريح مديرة السمبوزيوم لهذه الدورة سهى الداوود لـے نظراً لحاجة الناس إلى «حدث يغير الروتين الذي تُقدَّم فيه الثقافة»، بما يبعث فيها الحياة ويبعدها عن النمطية والتكرار. نتاج لقاء الفنانين التشكيلين تمثّلَ في لوحات تمنح المشاهد إحساساً بالفرح، معظمها مستوحى من روح الطبيعة، وهو أمر طبيعي ومتوقَّع، إذ نُفذت هذه اللوحات في مرسم الرواق وفي فضاء حديقته الممتدة، كما يتلمس بعضُها الروابط الفطرية بين نيل مصر وفرات العراق ونهر الأردن. وكان شارك الفنانين طلبةٌ من جامعات أهلية، استفادوا من خبراتهم ضمن إطار «ورشة عمل غير تقليدية» بحسب سهى الداوود. شارك في الفعاليات ثلاثون فناناً من ستة دول هي: مصر، لبنان، سورية، العراق، فلسطين والأردن. وهو ما يعدّ إضافة في مسيرة هذا الحدث الذي انطلق العام 2007 تحت عنوان «حوار الأنهر»، ليُقام في عامه الثاني 2008 تحت عنوان «حوار لوني»، متيحاً الفرصة للمبدعين للتعايش مع جماليات بلدة الفحيص التي اجتمعت العراقة بين جنباتها، وأيدتها يد الطبيعة، بما يعزز رؤى الجمال في أبهى صُوَره. |
|
|||||||||||||