العدد 11 - نبض البلد | ||||||||||||||
بحضور ثلة من أبناء عشيرتها في مخيمَي إربد والبقعة، افتتحت التشكيلية الفلسطينية أحلام شبلي معرضها «لماذا تركتم الغابة فارغة؟» المقام في مؤسسة خالد شومان/ دارة الفنون، مشتملاً على سلسلتين فوتوغرافيتين: «عرب الصبيح» و«الوادي». يرتبط عنوان سلسلة «عرب الصبيح» باسم قرية الجليل الفلسطينية التي تنتمي إليها شبلي، وقد تم تغيير اسم القرية إلى «عرب الشبلي» ليحمي أبناؤها أنفسهم من انتقام سلطة الاحتلال الإسرائيلي منهم. التقطت الفنانة صوراً لأبناء عائلتها الذين يقطنون في مناطق عديدة في الأردن، راصدةً الإيقاع اليومي لحياة ثلاثة أجيال من اللاجئين الذين هُجّروا من أرضهم منذ العام 1948، ومتلمّسة الكيفية التي يحافظ من خلالها اللاجئون على فكرة «الوطن» عبر نسخه بتفاصيلية، في طريقة بناء المنزل وعناوين المحال التجارية والحفاظ على الروابط الاجتماعية. عملية النسخ هذه هي «ما يمكّن الفلسطيني في الشتات من مواصلة الحياة» كما تقول شبلي لـے، وتضيف «عندما بدأت تصوير أناس من عائلتي في مخيم البقعة للاّجئين، فوجئت أن أولئك الذين خرجوا من المخيم وبنوا أحياء بجانبه أعادوا أيضاً نسخ صورة المخيم التي هي صورة منسوخة عن الوطن». تتحرك عدسة شبلي في هذه السلسلة لتلتقط صوراً لصورٍ قديمة، كأنما تعيد من خلالها سرد التاريخ؛ تاريخ عائلتها التي تمثل نموذجاً للحالة الفلسطينية بشكل عام، والتأكيد أن الوطن فكرة غير قابلة للمحو أو النسيان، إذ ما زالت شخصية حنظلة التي تمثل رمزاً للمقاومة وخريطة فلسطين حاضرَتَين بقوة رسماً على جدران البيوت والطرقات، وما زالت المحال التجارية تحمل أسماء مثل بقالة الخليل، بقالة بيسان ومجوهرات الخليلي. تختلط في السلسلة الصور بالأبيض والأسود مع تلك الملونة لتشكل ما يشبه ألبوماً عائلياً، مشغولاً بفكرة جمع العائلة المشتتة وإن كان عبر الصورة فقط، أو عبر حضور جزء من هذه العائلة افتتاحَ المعرض، والفنانة بذلك تعيد، بشكل حُلمي، بناء جدار العشيرة الحامي لهوية العائلة. «إنني أبحث عن الحلم المتصدع بالوطن» تقول شبلي. أما في سلسلة «الوادي» التي التُقطت لقرية عرب الشبلي في الجليل الأسفل بفلسطين، فتستكشف الفنانة معنى «الوطن» من خلال رصد ظروف الحياة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون في ظل الحكم الإسرائيلي، مسجّلةً الانتهاكات المستمرة لحقوقهم. الناظر لصور هذه السلسلة لن يجد مشاهد واضحة لعمليات القمع التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، وإنما يرى علامات دالّة تقصّ الأثر الذي تركه الاعتداء، محوّلاً المنظر الطبيعي المدهش إلى مشهد يبث الرعب والخوف في النفس. تؤشر الفنانة على إحدى الصور قائلة: «تحت هذه الشجرة قتل مستعمر يهودي شاباً من عرب الصبيح»، وتواصل وهي تلامس صورة أخرى: «شهدت هذه المنطقة الحرجية قتالاً عنيفاً دار بين جنود الاحتلال وأفراد من عائلتي لم يتوانوا عن الدفاع عن أرضهم». وُلدت شبلي العام 1970، وهي تتناول في مشاريعها الفنية مفهوم الوطن والانتماء، وتسلط الضوء على الأوضاع المعيشية للفلسطينيين تحت الحكم الإسرائيلي، وكانت أنجزت منها: «غير معترف بها» 2000، «قوطر» 2003، «قصّاصو أثر» 2005 «اتكال» 2007، الذي يتحدث عن المهاجرين العاملين في مجال الرعاية ومستخدميهم المسنّين في برشلونة، يجوع البيت عندما تبعد» 2008 ويرصد حكايات الأطفال في دُور الأيتام ببولندا. |
|
|||||||||||||