العدد 11 - نبض البلد
 

للعالم الثالث على التوالي، ينطلق ملتقى «حكايا» الذي ينظمه مسرح البلد، مركّزاً على وسيلة التواصل الأولى بين الناس الأكثر عمقاً وحميمية، ومعيداً الاعتبار للحكاية ودورها في التعليم والتعلّم.

تتوزع أنشطة الملتقى الذي تبدأ فعالياته مطلع أيار/مايو 2010، وتستمر على مدار أسبوع، لتشمل ما يزيد على خمسة عشرة موقعاً داخل عمّان وخارجها، يُستضاف فيها حكواتية من الأردن ودول أخرى، ويجري خلالها عرض أفلام، وعقد لقاءات متخصصة وإقامة ورش عمل للأطفال والحكواتيين الشبان.

يشارك في الملتقى الحكاء المعروف سيد الضوي من مصر، الذي يسرد مقاطع من ملحمة السيرة الهلالية في مسرح البلد. وخلال تواجده في الأردن، يرافقه مجموعة من الشبان الحكواتيين المحترفين والهواة للاطلاع على تجربته والاستفادة منها، ثم ينتقل الضوي إلى مدينة البترا للتجاور مع الحكواتيين البدو الذي يعيشون في المنطقة.

كما يشتمل البرنامج على ورش عمل للأطفال، وندوات للمعلمين والمدربين، وافتتاح سوق الحكايات الذي يتيح الفرصة للشبان ليسردوا حكاياتهم الشخصية وقصصهم. كما تُعرض أفلام تنتمي لسينما الحكايات، بالإضافة لعرض كتب وتقديم قراءات مختارة منها.

يتخلل فعاليات الملتقى إطلاق شبكة «حكواتية بلا حدود»، وهي شبكة متوسطية تجمع حكواتية تقليديين، مسرحيين، مدربي فن الحكي، مجموعات تعنى بالحكي، فنانين يعتمدون الحكاية أساساً لعملهم، جامعي التاريخ الشفهي، وكتّاباً معنيين بالحكاية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما تقدم مؤسسة «أزكى دنيا»، معرضاً للكتاب يتضمن العديد من الكتب المبنية على حكايا الناس وقصصهم وكتب السير الذاتية.

يشكل ملتقى حكايا، كما توضح سيرين حليلة، من الملتقى التربوي العربي (شبكة «حكايا»)، لبنة أساسية في تسليط الضوء على أهمية «الحكي»، وهو يؤسس ويعمق لمفهوم الشراكة ما بين المؤسسات والأفراد.

كان الملتقى بدأ في عامه الأول، كما بينت حليلة، «بشكل متواضع وتجريبي»، والسبب أنه يحمل ويروج فكرة جديدة، لكنه رغم ذلك كان بمثابة نافذة وفرت للحكواتية فرصة الظهور والتعلم والتدريب، ليشكل إضافة نوعية في هذا المجال، محاولاً إيجاد تصور مختلف للعمل المجتمعي؛ تصور ينطلق «من حكايا الناس، وضمن السياق الخاص لمجتمعنا» بحسب تعبيرها. وفي عامه الثاني، قرر القائمون على الملتقى، إخراج الفعاليات من إطار مسرح البلد فقط، لتعم مناطق مختلفة في البلاد، مع التركيز على العاصمة، ليصار في العام الجاري، إطلاق الفعاليات بالتركيز على الأطراف أكثر من المركز.

ينظَّم الملتقى بالتعاون مع الملتقى التربوي العربي وشبكة «حكايا»، بالشراكة مع مؤسسات ثقافية ومجتمعية، منها: مؤسسة الرواد للتنمية، مركز الأميرة بسمة للشباب، دارة الفنون، مخيم غزة، مركز البرامج النسائية، مكتب تنمية المجتمع المحلي/ مخيم غزة، مؤسسة نساء من أجل القدس، متحف الأطفال، أمانة عمان الكبرى، دائرة الآثار، بيت الحكايات والموسيقى، ديوان الدوق، دكان الحكايا، الهيئة الملكية للأفلام، مدونة «حبر» ومقهى الأوبرج الشعبي.

يُذكر أن «حكايا» برنامج عربي-متوسطي يربط بين منظمات وأفراد ومجموعات مختلفة تؤمن بمركزية «القصة» في النمو الصحي للأفراد والمجتمعات، ويحتفي «حكايا» منذ سنوات عدة بـفن الحكي في المسرح، الفنون، تشجيع القراءة والكتابة، والحوار بين الثقافات.

البرنامج ينظمه الملتقى التربوي العربي، ومقره الأردن، بالشراكة مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي (فلسطين)، مؤسسة الجنى (لبنان)، MS/Action Aid (الدنمارك)، فرقة الورشة المسرحية (مصر)، مسرح البلد (الأردن)، كما يحظى بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

ملتقى حكايا: إعادة الاعتبار لوسيلة التواصل الأولى
 
01-May-2010
 
العدد 11