العدد 11 - نبض البلد | ||||||||||||||
اكتظت صالات مركز الحسين الثقافي ومَرافقه بالجمهور الذي قَدِمَ لمشاهدة فعاليات مهرجان عمان للرقص المعاصر، الذي أطلقه المركز الوطني للثقافة والفنون-مؤسسة الملك الحسين، بالتعاون مع ملتقى «شبكة مساحات»، خلال الفترة 20 – 27 نيسان/إبريل 2010. تناولت العروض المشاركة في المهرجان، قضايا إنسانية من مثل الحرية، صراع الخير والشر، وعبّرت عن هواجس الذات وعلاقتها بمحيطها. حماسة الجمهور ارتفعت وتيرتها منذ العرض الأول في الافتتاح الذي اشتمل على وصلتين: «صفحة ضائعة» و«أوقف الساعة»، من إخراج يوشيكو شوما بالتعاون مع عدد من الفنانين الأردنيين، وفرقة مسك التابعة للمركز الوطني للثقافة والفنون وعدد من طلبة كنجز أكاديمي. تتابعت العروض في ليلة الافتتاح، بحضور أمين عمان عمر المعاني، والسفير الياباني تيبسو شيو كوتشي، والسفير البريطاني جيمس وات، وفنانين وموسيقيين، بعرض مزدوج موجَّه للعائلة، حمل الجزء الأول منه عنوان «لا شيء»، وهو من أداء فرقة لينجا السويسرية، والثاني بعنوان «بافلوفا» لفرقة ماتيلد مونييه من فرنسا. من بين فعاليات المهرجان، قُدّم أداء راقص بعنوان «المغامرة الجريئة» من تصميم سارة كريستوفيرسن من النرويج، إضافة إلى عرض «الحدود» من تصميم نينا هافت من الولايات المتحدة الأميركية، الذي حضره طلبة مدارس وأطفال من قرى SOS ومبرة أم الحسين. هذا العرض عدّته مديرة المركز الوطني للثقافة والفنون لينا التل، إضافة نوعية على فعاليات المهرجان، في ظل «افتقار الدول العربية لمثل هذا النوع من المسرح الموجَّه للطفل»، الذي يوظف حركات الجسد والتمثيل والرسوم المتحركة والفيديو. عُقدت على هامش هذا العرض، ورشة عمل لفنانين متخصصين بمسرح الطفل، اقترحت تنفيذ مشروع مستقبلي بين الفرقة النرويجية والمركز الوطني، مما سيكون له «وقع في نفوس الأطفال المشاركين، ودور في تغيير الفكرة السائدة عن الرقص، الذي يعدّ اليوم من علوم الجمال، وله طرقه وأساليبه التي تؤتى عبر الدراسة والتدريب»، بحسب التل. من هنا، تتمنى التل أن يصبح الرقص المعاصر ضمن المناهج التعليمية في المدارس، بما «يفتح الآفاق لخيال الطفل، ويعلمه أهمية العمل الجماعي، ويهذب نفسه ويقوّم سلوكه». الجديد أيضاً في دورة المهرجان الأخيرة، عرضٌ لمجموعة «تكوين» التي تشارك للمرة الأولى في الأردن، وتضم مصممين وراقصين من فلسطين ولبنان والأردن قدّموا أربع لوحات متنوعة، في مقر المركز الوطني للثقافة والفنون. المهرجان كشفَ عن غنى عالم الرقص الساحر، متعدد الألوان، واستُخدمت فيه لغة الجسد وطاقته التعبيرية، ومُزجت الفنون البصرية مع أشكال الرقص المختلفة. مديرة المهرجان رانيا قمحاوي، أرجعت في حديثها لـے، أسباب الإقبال على العروض، إلى «ما يحمله المهرجان من تجديد يتجاوز مفهوم الرقص المتعارف عليه، سواء الباليه أو الرقص الشعبي». وترى قمحاوي أن الرقص المعاصر «يطرح أفكاراً ومفاهيم تخاطب فضاءنا الإنساني بالتركيز على الإيقاع والحركة اللذين هما جزء من تكويننا البشري القائم على حركة المشي»، لافتةً إلى أن الناس بدأوا يدركون أنه «فن يستحق الاهتمام»، وهو ما كسر الحاجز، فبات الحضور يستشعرون المتعة في ما يقدَّم. |
|
|||||||||||||