العدد 11 - قارئ/كاتب
 

من واقع تجربتي في الجامعة الأردنية التي تعدّ الأعرق في الأردن، أستطيع القول إن هناك أيدي خفية تعمل على إثارة العصبيات بين الطلبة، وتُحبط أي جهد يسعى للحد من هذه الآفة، وقد لمستُ ذلك من خلال تجارب عدة كانت آخرها تلك التي أدت إلى فصلي من الدراسة بسبب اتهامي بالمشاركة في أحداث عنف.

المشاجرة التي يدّعي مسؤولون في الجامعة أن قرار فصلي كان بسببها، هي مشاجرة لم تحدث على أرض الواقع. الأصح أنها كادت تحدث، لكن تم توقيفنا قبل أن نشتبك مع الطرف الآخر، وقد قضينا أربعة أيام في التوقيف ومن ثم قمنا بدفع كفالات لإطلاق سراحنا، وهي أمور كنت في غنى عنها لولا الزجّ بي في قضايا لا تعنيني بحكم انتمائي العائلي.

أحداث العنف في الحرم الجامعي تشكل خطراً على سلامة الطلبة بالتأكيد، وقد تقدمت مراراً باقتراحات لدى مسؤولين في إدارة الجامعة، للعمل على توعية الطلبة حتى لا ينجرّوا وراء العصبيات، ولكي يتم التمييز بين ما هو مقبول وما هو مرفوض داخل الحرم الجامعي، إلا أنهم بحسب تقديري يَبدون مستفيدين من بقاء الوضع على ما هو عليه، فوجود طلبة على درجة من الوعي لا يصب في صالحهم، ولم يستجب أحد للاقتراحات التي قدمتُها بالاشتراك مع زملاء آخرين كانوا متحمسين لإصلاح القسم الذي ندرس فيه.

في هذا الصدد، هناك اجتماع حضرته إلى جانب طلبة يمثلون العشائر التي ينتمون إليها مع مسؤول كبير في الجامعة. المسؤول وجّه رسالة ضمنية للحاضرين دعاهم فيها إلى الوحدة لدرء ما أسماه «خطر الإسلاميين» ومنع سيطرتهم على مقاعد مجلس الطلبة، وهو ما يعزز قناعتي بأن المسؤولين راضون عن التنافس الذي يجري على أساس مناطقي، وهم ليسوا فقط على دراية كافية بما يجري على الساحة، وإنما قد يكون لهم يد «طُولى» فيه.

المسؤول نفسه كثيراً ما كان يدعو الطلبة المفصولين إلى تمرير الانتخابات «على خير» حتى يعودوا إلى الدراسة ويكون هناك بداية جديدة، وقد بنى هؤلاء آمالاً على وعوده التي لم يَفِ بها حتى اللحظة.

المثير للدهشة أن يكون هناك طلبة قد اشتركوا فعلاً في أحداث عنف، وقاموا بتخريب الممتلكات العامة، وها هم يتباهون بأنهم ما زالوا على مقاعد الدراسة دون اتخاذ أي إجراء بحقهم، وقد قال لي بعضهم إنه لم يذهب للتحقيق أصلاً، بينما توقف التحقيق مع بعضهم الآخر دون التوصل إلى قرارات أو عقوبات بحقه، ما يدفع للتساؤل حول النزاهة في التعامل، وعما إذا كنّا نعامَل جميعاً بـ«المسطرة نفسها» فعلا.

لا أنكر أن الإدارة مطالَبة بحماية الطلبة، لكني أدعوها للاستماع إلى وجهة نظر الطلبة الذين ظُلموا في هذه القضايا، وإلى العمل على توعية الطلبة بالفعل لا بالقول، للتخلص من المظاهر السلبية، والكف عن إثارة العصبيات بأصابع خفية.

طالب فضّل عدم الكشف عن هويته،

وتحتفظ ے باسمه

تجربة مرّة في الجامعة الأمّ
 
01-May-2010
 
العدد 11