العدد 11 - أربعة أسابيع
 

تدرّجت وسائل الإعلام المحلية أكثر فأكثر نحو الوضوح في تناولها موضوع الصاروخ الذي سقط فجر الخميس 22 نيسان/إبريل 2010، وسبّب حريقاً في مستودع للتبريد في العقبة، دون أن يخلف إصابات بشرية، بالتزامن مع سقوط صاروخ آخر في البحر قبالة إيلات، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن ذلك.

ففي الوقت الذي خلت فيه الصحف اليومية من التحليلات حول الحادث وأسبابه ورسائله صبيحة الجمعة 13 نيسان/إبريل، بدأ كتّاب الأعمدة يتحركون في مساحة أوسع ما بين وصف الحادث بـ«الغامض» إلى توجيه اتهامات صريحة لإسرائيل بأنها تريد إضعاف الموقف الأردني في قضايا المنطقة.

أبرز الذاهبين في هذا الاتجاه ماهر أبو طير الذي نشر له موقع عمون الإلكتروني، مقالة قال فيها إن الصاروخ الذي سقط في العقبة «كان إسرائيلياً»، والهدف منه «رسالة متعددة التفاصيل، ما بين الحنق على المداخلات الأردنية ضد إسرائيل على المستوى السياسي العالمي وعلى مستوى ملفَّي القدس والترانسفير، وعلى مستوى المفاعل النووي الذي أثار جنون إسرائيل وجعلها تحاول سراً بكل الطرق أن تفشله».

الأردن الرسمي، ورغم التخبط الإعلامي الأولي في مواجهة الحادث، حسم موقفه بشكل قاطع، عندما صرّح رئيس الوزراء سمير الرفاعي لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن الصاروخ «لم يُطلق نهائياً من الأراضي الأردنية، وإنما كان مصدره حدوده المجاورة».

كما أن الملك عبدالله الثاني، استكمل زيارته التي كانت مقررة لمحافظة معان جنوب المملكة بعد عودته من زيارة لشرم الشيخ التقى خلالها الرئيس المصري حسني مبارك، كانت على جدول أعماله مسبقاً قبل حدوث العملية، وأكد خلالها الجانب المصري أن الصاروخ «لم ينطلق من الأراضي المصرية» أيضاً.

هذا الرد، قلّل من أهمية تراجع الناطق باسم الحكومة نبيل الشريف عن روايته الأولية صباح الخميس التي لم يستبعد فيها أن الحادث قد يكون ناجماً عن عمل إرهابي. إذ عاد ليؤكد عصر اليوم نفسه في مؤتمر صحفي، أن الانفجار نجم عن «سقوط صاروخ غراد من خارج الأراضي الأردنية»، دون أن يحدد مصدره.

مصادر أمنية كشفت لـے أن الشريف «لم يلتزم بتوجيهات أمنية، بضرورة الالتزام بالرأي الفني وذكْر معلومات أولية تفيد بأن الانفجار ناجم عن صاروخ وليس عن عمل إرهابي محتمل»، ما من شأنه أن يترك المجال مفتوحاً لذكر الرواية كاملة لما بعد اتضاح التحقيقات.

وكان أحد سكان العقبة قال لمحطة BBC إنه استفاق نحو الخامسة صباحاً على انفجار مدوٍّ صادر من منطقة وادي عربة، قرب المعبر الحدودي الذي افتُتح بين الأردن وإسرائيل عقب توقيعهما معاهدة سلام العام 1994. وبعد لحظات سمع سكان المنطقة صوت انفجار ثان أقلّ صخباً. وأكد شاهد آخر أن الأجهزة الأمنية طوّقت المنطقة، وعزلتها عن محيطها وفتحت تحقيقات لقياس حجم الأضرار والجهة التي تقف وراء هذا العمل.

كانت العقبة، 350 كيلو متراً جنوبي عمان، شهدت أواخر آب/ أغسطس 2005، هجوماً بثلاثة صواريخ كاتيوشا موجهة بدائياً عن بعد من منطقة صناعية داخل المدينة.

«صاروخ العقبة»: البحث جارٍ عن المصدر
 
01-May-2010
 
العدد 11