العدد 11 - أربعة أسابيع
 

ما حدث مع المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان إيفا أبو حلاوة، يصلح لأن يكون مثالاً حيّاً على أمرين، الأول هو الإعلام عندما يصنع قصة من لا قصة، والثاني هو الإعلام أيضاً الذي يقود الهجوم على شخص، ويغتاله بناء على تكهنات، دون حسبان للأذى النفسي والمادي الذي يلحق به.

أبو حلاوة تَمْثُل أمام القضاء في إطار القضية التي رفعها أحد المواطنين، وتضمنت مجموعة من الاتهامات منها «شلّ الدفاع الوطني» و«إثارة الحرب الأهلية» و«الإساءة للوحدة الوطنية»، وهي قضية رُفعت على خلفية اللقاء الشهير الذي جمع أبو حلاوة وممثلي مجتمع مدني بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم 12 آذار/مارس 2010، وتردد بعده أنها طالبت فيه بأن يكون هناك تطبيق فوري لـ«المحاصصة السياسية».

العاصفة بدأت بخبر انفردت العرب اليوم بنشره، وصيغ بلغةٍ صورت اللقاء بوصفه انتهاكاً للسيادة الوطنية، فجاء فيه أن الحضور ناقشوا مع بايدن «الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقبلة»، وأنهم توافقوا في «اتفاق جنتلمن» على عدم إطلاع الصحافة على تفاصيله، كما أكد أن بايدن وجّه إليهم «نصائح» متعلقة بقانون الانتخابات.

الخبر أثار ردود فعل مستنكرة، لكن العنف الحقيقي انفجر يوم 15 مارس/آذار، عندما نشر موقع كل الأردن خبراً انفرد به هو أيضاً، جاء فيه أن «حق الأردنيين من أصل فلسطيني بالتمثيل المتساوي في الأردن» كان الموضوع الأساسي للّقاء، وأن بايدن كان «أقل تطرفاً» من «المدعوة» إيفا أبو حلاوة، التي طالبت بـ«المناصفة الفورية»، بينما حاول بايدن إقناعها بـ«التدرج».

الخبران انتشرا انتشار النار في الهشيم في مواقع إخبارية دون التأكد من صحتهما، وقد نفت أبو حلاوة في ما بعد ما تم تداوله حول مضمون اللقاء. المواقع فتحت صفحاتها لمئات التعليقات التي هاجمت شخص أبو حلاوة بعنف، واتهمتها بـ«الخيانة» و«نفث السموم»، كما وصفها أحد التعليقات بـ«العميلة المحجبة»، وهو أمر انتقده رئيس مركز حماية حرية الصحفيين نضال منصور.

منصور الذي أكد حق أي فرد بالتعبير عن وجهة نظره «حتى إن كانت مخالفة لوجهة النظر السائدة»، قال إنه كان على وسائل الإعلام التي نشرت الخبر أن تتصرف بـ«مهنية» فتستمع إلى الطرف الثاني في القصة.

إيفا أبو حلاوة أمام القضاء: قِصّة مِن لا قِصّة
 
01-May-2010
 
العدد 11