العدد 11 - أربعة أسابيع
 

غاب خبر زيارة «إمبراطور الإعلام» روبرت ميردوخ إلى الأردن عن الصحف المحلية اليومية، فيما تناولت مواقع إلكترونية الموضوع بشيء من التفصيل، واتسمت آراء المعلّقين على الخبر بالانقسام إزاء الزيارة، وإن بدت كفة الرافضين لها أكثر رجوحاً.

ميردوخ الأسترالي الأصل البالغ 79 عاماً، زار البلاد في أواخر آذار/مارس 2010، ليحتفل بتعميد ابنتيه الصغريين، غريس وكلوي، في منطقة البحر الميت. وحضر الاحتفال الملكة رانيا التي اصطحبت ميردوخ وضيوفه في جولة استمرت ثلاثة أيام شملت البحر الميت، وادي رم والبترا.

من بين الذين لبّوا دعوة ميردوخ، الممثلة نيكول كيدمان وزوجها كيث ايربان، الممثل هيو جاكمان، وإيفانكا ابنة رجل الأعمال الشهير دونالد ترامب.

الملكة رانيا قالت في حديثها لمجلة هاللو البريطانية، 5 نيسان/إبريل، إن أكثر ما أثار إعجاب الزوار هو «حسن الضيافة والدفء الذي أبداه الشعب الأردني»، وأضافت أن «الأردن بلد صغير الحجم، لكنه غني بثقافته وتاريخه».

تجيء زيارة ميردوخ الذي يرأس مجلس إدارة مجموعة نيوز كورب، بعد فترة قصيرة من إبرامه صفقة مع الأمير وليد بن طلال مالك مجموعة «روتانا»، قضت بحصول الأول على 9 في المئة من الأسهم، وهو ما دفع كتّاباً عرباً من مثل فهمي هويدي لطرح تساؤلات حول «هدف الصفقة».

هويدي كان نشر مقالة في صحيفة الشروق بعنوان «رائحة كريهة في فضائنا»، 22 آذار/مارس 2010، انتقد فيها حصول ميردوخ على أسهم في «روتانا»، ونوه إلى أن قناة فوكس نيوز، تُعَدّ من «أبرز أبواق المحافظين الجدد، والأقوى مناصرةً لإسرائيل والأشد تأييداً لمخططات الهيمنة الأميركية في المنطقة». وجاء في المقالة أن أقرب أصدقاء ميردوخ هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي معلومة «كافية لإثارة الشكوك حول الصفقة».

في السياق نفسه، تساءل نيكولاس بلينكو في مقالته بصحيفة غارديان البريطانية، 5 نيسان/إبريل، عما إذا كانت الصفقة والزيارة إلى الأردن تحملان فائدة لإسرائيل، أم إنهما تؤسسان لتغيير نظرة العالم إلى إسرائيل.

يرى بلينكو أن مشاركة جيمس، الابن الأكبر لميردوخ، في الصفقة، قد لا تشكل فائدة لإسرائيل، كون الابن يُظهر تعاطفاً مع الفلسطينيين الذين طُردوا من أراضيهم، ما سيغير في السياسة الإعلامية لمؤسسات العائلة إذا ما ورث ميردوخ الابن «امبراطورية والده».

بلينكو أشار إلى أن تفاصيل الزيارة والصور التي نقلتها هاللو تثبت للعالم أن منطقة الشرق الأوسط «ليست منطقة ذات دين واحد، بل هي منطقة متعددة الأديان والثقافات، وأن الدين المسيحي في أيدٍ أمينة فيها، وأن الصورة الني تنقلها إسرائيل ليست صورة واقعية»، وهو ما جعله يعتقد أن الزيارة قد تحمل رسائل سياسية، وقد تشكل تغييراً في نظرة العالم لقضايا الشرق الأوسط.

ميردوخ في الأردن: نقاش حول «المستفيد»
 
01-May-2010
 
العدد 11