العدد 10 - ... ودقّة على المسمار
 

مَن شبّ على شيء ليس بالضرورة أن يشيب عليه، كما هو وارد في المثل الشعبي الشهير..

فبشيء من التدقيق، يبدو أن استخدام هذا المثل ينبغي أن يقتصر على الأشخاص الذين يشبون على أشياء تنسجم وتلبي متطلبات نمط شخصياتهم، ثم يشيبون عليها بقناعة وانسجام مع ذلك النمط.

واقع الحال، أن كثيرين يشيبون على شيء يختلف كثيراً أو قليلاً، حسب الحالة، عن الشيء الذي شبّوا عليه، وذلك بالارتباط مع تقلبات أحوالهم بين زمن الشباب وزمن الشيب، فتكون الأمور التي شبّوا وشابوا عليها خاضعة لقرار يتحدد بحسب المصلحة في كل حالة.

هذا التمرين في الفذلكة الذي قمت به في السطور السابقة، قد يفيد كمدخل طويل نسبياً لحديث قصير عن فئة الديمقراطيين الجدد وأحياناً المعارضين الجدد.

أعرف رئيسَ جامعة شبّ وشاب أيضاً على كثير من القمع وخصومة الديمقراطية مع طلبته ومع الأساتذة والموظفين، لكنه قرر في ما تبقّى لديه من شيب (أطال الله عمره) أن يشيب على شيء من الديمقراطية والمعارضة.

بالطبع لا يجوز أن تتدخل فذلكتي في مصائر البشر وحقهم في تحديد محتويات شبابهم وشيبهم، لكن لا يجوز أن يصرّ من اختلف شيبه عن شبابه على أن يمرر ذلك علينا دون قليل من الاعتذار أو التوضيح أو على الأقل الاعتراف بالتغيير الذي حصل.

الحق في «الفذلكة»
 
01-Apr-2010
 
العدد 10