العدد 10 - نبض البلد | ||||||||||||||
على مدار ساعة، عبقت أجواء مسرح مركز الحسين الثقافي بتجليات موسيقية فريدة، مزجت بين الموسيقى الشرقية التي اشتهرت فرقة رم – طارق الناصر بتقديمها، والموسيقى الغربية التي قدمها عازفان من فرقة بريباخ الاسكتلندية هما: كالم ماكريمان على القربة والفلوت، وإيوان ماكينزي على الغيتار كلاسيك والقربة والكمان. الاستعداد النفسي والحماسة المسبقة لدى الجمهور، أثْرَت أجواء الحفل الذي أقيم في 14 آذار/مارس 2010، وانطلق بتصفيق حار استُقبل به العازفون الذين استهلّوا الحفل بالمقطوعة الموسيقية Mutts Favourite التي تناغمت فيها أصوات الآلات الشرقية والغربية، لتشكّل حالة فريدة من الحوار المنسجم الذي لا يمكن تحقيقه إلا عبر لغة العالم الواحدة؛ الموسيقى. اصطبغت المقطوعة التراثية الاسكتلندية تلك بنكهة جديدة، أضفتها عليها إيقاعات الآلات الشرقية، مؤشّرةً، كما غيرها من مقطوعات تضمنها الحفل، على الجهود التي بذلها الموسيقيون وهم يشتغلون معاً في فترة زمنية محددة، لإنتاج حالة من التفاهم بين موسيقاهم، في حوار متصل لاختيار ما يمكن تقديمه من مقطوعات. الموسيقي طارق الناصر قال في حديث لـے على هامش الحفل: «تدربنا معاً على مقطوعات من التراث الاسكتلندي ومقطوعة واحدة من تأليف غوردن دنكن، فيما قدمت فرقتنا عدداً من مقطوعاتها الخاصة إضافة إلى مقطوعات من التراث الأردني». وأبدى الناصر رضاه لما لمسه من تقبُّل الجمهور للمقطوعات التي تضمنها الحفل، رادّاً ذلك إلى أن الآلات التي جلبتها معها بريباخ معتقدةً أنها غير مستخدَمة أو شائعة في الموسيقى الشرقية، من مثل «القِرْبة» الآلة الشعبية في اسكتلندا، موجودة وحاضرة بشكل مؤثر في فعالياتنا المحلية الشعبية، و«الناس متعودون على موسيقاها». تألّقَ العازفون في تقديم مقطوعة «ليل» من تأليف الناصر، حيث داعب نغم الناي إيقاعات القربة والفلوت، لتتواصل الأمسية مع موسيقى مقطوعة Reel of Bogie المستوحاة من الفلكلور الاسكتلندي، واعتمدت بشكل أساسي على آلتَي الغيتار والفلوت، ثم قدم العازفون مقطوعات: «عمان جيل جديد»، «جرش»، Some Boy John من تأليف كالم ماكرمون، «معانية»، وهي مقطوعة من التراث الأردني اعتمدت النايَ والمزمار، «جيشنا» التي بثت فرحاً في قاعة المسرح ودفعت الحضور لإطلاق الزغاريد والترنُم على إيقاعاتها، ومقطوعة «نزلن على البستان» التي ردد الجمهور كلماتها في أجواء قاربت الكرنفالية. ثم قُدمت بعد ذلك مقطوعة The Lament for Mary من التراث الاسكتلندي، التي تُعَدّ، كما أوضح كالم لجمهور الحفل، «أقدم مقطوعة اسكتلندية تُستخدم فيها آلة القربة»، وترافَقَ في عزفها كالم وإيوان على القربة، شاركهما عازفون من «رم» على العود والكمان. وبتوزيع موسيقي جديد قدّم الناصر مقطوعته «النار»، ليكون ختام الأمسية بمقطوعة «98» لـ دنكن، وموسيقى «رمية» للناصر. وكان تقرر إقامة عرضَين متواصلين على المسرح نفسه بفاصل زمني بينهما لا يتجاوز الساعة، وذلك كما أوضح الناصر «نظراً للإقبال الجماهيري على العرض» الذي حضره أكثر من ألف شخص. وأكد الناصر أن هذه «ليست المرة الأولى التي تضطر فيها الفرقة لتقديم عرضين في اليوم نفسه والمكان نفسه»، موضحاً أن «الحالة الموسيقية تتجدد بتجدد العرض الذي لا بد أن يثريه حضور الجمهور وينعكس عليه». |
|
|||||||||||||