العدد 10 - نبض البلد | ||||||||||||||
أحداثٌ مركّبة بطلتها «الأنثى»، تلك التي اشتملت عليها المشاهد المتعاقبة في مسرحية «تمن بنات» من إخراج لانا ناصر، والتي قُدمت عبر عروض نظمها مسرح البلد بالتعاون مع شبكة آت 8 آذار/مارس بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي. شُغلت المسرحية، بدءاً من العنوان، بدلالات وتأويلات مختلفة، إذ تحتمل كلمة «تمن» دلالتين تشير إحداهما إلى «ثمن» بمعنى «عدد»، والثانية إلى «ثمن» بمعنى «سعر». في المستوى الأول، فإن عدد البنات اللواتي ظهرن على خشبة المسرح سبعة: زينة عصفور، ديما بواب، مجد حجاوي، لانا ناصر، ندين شهوان، شيرين زعمط وتولين الساكت. والشخصية الثامنة في السياق العميق للعرض، كما توضح المخرجة لـے، هي المرأة المشاهِدة التي «قد ترى في محمولات العرض الفكرية والجمالية الفنية انعكاساً لحالةٍ عاشتها أو عايشتها». أما في المستوى الثاني، فتسجل المسرحية موقفاً من النظرة المجتمعية للمرأة في بلدان العالم الثالث، المنطقة العربية بخاصة، عبر عرض ارتدادات هذا الموقف وأثره في هواجس المرأة وأحلامها وآمالها ومخاوفها. وجرى تقديم ذلك في لوحاتٍ تلامس بصدق معاناة المرأة التي يتمثل أحد أسبابها في اعتمادها على الخارج فيما هي تتلمس طريقها باحثة عن كمال ذاتها. هذا الخارج يتجسد بعلاقات المرأة بمن حولها بشكل عام، وعلاقاتها العاطفية بشكل خاص، معتمدةً في الدرجة الأولى على مظهرها الخارجي ليعكس جوهرها الإنساني، وإذ تنتهي بها رحلة البحث تلك إلى الموت بما يحمله من دلالات الانكسار والغياب، فإن ذاتها لا تلبث أن تعاود النهوض لتتوحد مع جسدها في علاقة، يمكن وصفها بقراءة السياقات الرمزية للأحداث، بـ«الجديدة». شكّلت المرآة التي توسطت خشبة المسرح، بؤرة العرض المركزية، محيلةً إلى الكيفية التي ترى فيها الأنا صورتها وكأنما هي آخر يمكن محاورته والتواصل معه بحثاً عن المعنى العميق لكينونتها، كما اغتنى الفضاء الدلالي للمسرحية التي تابعها حشد كبير من الجاليات الأجنبية، باستخدام تقنيات تستند إلى فكرة الصورة وانعكاسها كخيال الظل، واعتماده أيضاً على قوة صوت السوبرانو ديما بواب ونادين شهوان، والعزف الحي لزينة عصفور على البيانو، وجماليات الأداء الجسدي الراقص لـ لانا ناصر. ووسط إضاءة تَسيّدها الأبيض والأزرق، تسقط المرأة مضرّجة بخساراتها وانهزاماتها التي رافقتها منذ الطفولة وظلت تكبر معها وتحدّ من قدرتها على مواجهة واقعها ومجتمعها المقيِّد، لتنسدل ستارة العرض على الخشبة، بينما تبدأ كل امرأة برفع ستارتها لتقدم عرضها الخاص. نسرين أبو حدرب، فتاة حضرت المسرحية، تقول لـے: «رأيت نفسي تطير على خشبة المسرح وتتواصل مع معاناة المرأة التي تمثلت لي في صورة أمي وأختي وصديقتي»، فيما تؤكد رفيقتها نادين العساف: «أتمنى أن أسرد لهؤلاء الفنانات تجارب أراها وأعيشها حول الجور الواقع على المرأة، لعلهن يقدمنها على المسرح أسوة بما قدّمنه في هذا العمل، فربما يتغير شيء في نظرة المجتمع للمرأة». |
|
|||||||||||||