العدد 10 - نبض البلد
 

رحلة مع الجسد الراقص عاشها الجمهور مع عرض باليه «الجميلة النائمة» للمخرجة رانيا قمحاوي، الذي أقيم على مسرح المركز الثقافي الملكي، آذار/مارس /2010، وشارك فيه زهاء مئة راقص وراقصة باليه من خريجي الأكاديميات والمؤسسات التدريبية التي تعنى بهذا الحقل الإبداعي.

العرض مستوحى من رائعة تشايكوفسكي، 1840 – 1893، «الأميرة النائمة»، ويسرد حكاية الأميرة الجميلة والابنة الوحيدة للملك والملكة، التي تحضر حفلاً كبيراً يقيمه والداها، وفيه تقدِّم لها العرّابة والجنيات الطيبات الهدايا المميزة. ونظراً لعدم دعوتها إلى الحفل، تغضب الجنية الشريرة كثيراً وتقرر الانتقام من الأميرة ومحاصرتها بالسحر بهدف قتلها.

وإذ تنتهي الحكاية بانتصار قوى الخير على الشر، كالعديد من نهايات القصص الكلاسيكية التي تم تداولها في أعمال الأوبرا العالمية، يشعر المتلقي أن جماليات العرض لا تكمن في قصته بقدر ما هي في الاستمتاع بأجواء رقص حديثة تمازجت مع مبادئ فنية كلاسيكية تقليدية، إذ اهتمت فرقة مركز الفنون الأدائية للمسرح الراقص منذ تأسيسها العام 1988 بالفنون الشعبية والمزج المدروس، لتشمل البالية الكلاسيكي والجاز والرقص الحديث.

كشف الراقصون عن تمازج تعبيري جسدي متناغم، أسهم في إبراز دلالات اللوحات الاستعراضية الثلاث التي تضمنها العرض، وتحققت مجريات اثنتين منها داخل القصر والثالثة في الغابة، وعبّر بعمق عن حالة من الصراع بين القوى المتضادة ضمن فضاء خشبة مسرح متواضعة في قطع الديكور مع إضاءة موحية كان لها الدور الأكبر في انسيابية الأداء ونقل المُشاهد إلى حالة من الترقُّب والشجن العاطفي. كذلك اعتمد الفضاء العام المختزل على الأزياء البسيطة ذات الألوان الموحية المتناسبة مع حركة الجسد الرشيقة.

تألقت مجاميع الراقصين في العرض الذي أنتجه المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين، وقدمت أجيالاً من أعمار مختلفة شكّلت لوحات مشهدية تماهت فيها أجساد الراقصين مع الأنغام الموسيقية والترانيم السيمفونية. وقد نجح العرض في إطلاق خيال المتلقي وتحريك مشاعره ليخوض تجربة العرض المليئة بالمفردات الجمالية.

الاشتغال على تبيئة العرض لم يطل العنوان فقط، الذي تغيّر من «الأميرة النائمة» إلى «الجميلة النائمة»، وإنما امتد أيضاً ليختزله من أربع ساعات إلى ما يقارب الساعة، لتقدم قمحاوي رؤيتها الإخراجية، مركّزةً على البعد الحسي الشفيف لجُمَل تشايكوفسكي الموسيقية.

وقمحاوي هي أول راقصة باليه محترفة في الأردن، تحمل درجة الماجستير في الباليه الكلاسيكي من الأكاديمية الملَكية البريطانية للرقص، ولها مسرحيات غنائية من مثل «عبر الرياح: حكايات عربية» التي عُرضت في مركز كنيدي للفنون الأدائية في واشنطن، كما صممت عروضاً راقصة عُرضت في غير مكان.

«الجميلة النائمة» إطلاق خيال المتلقّي بعذوبة الموسيقى
 
01-Apr-2010
 
العدد 10