قضت محكمة لبنانية بتغريم رئيس تحرير مجلة الآداب اللبنانية سماح إدريس، ووالدته مديرة المجلة عايدة مطرجي مبلغ أربعة آلاف دولار لكل منهما، وذلك إثر دعوى قضائية رفعها المستشار الثقافي للرئيس العراقي فخري كريم، وهو شيوعي سابق، اتهم فيها المجلة بنشر مقال تضمن «ذما وقدحا» في حقه.

المحكمة أصدرت قرارها في الأول من آذار/ مارس 2010، بعد مداولات استمرت منذ العام 2007، عندما كتب إدريس افتتاحية لعدد ربيع تلك السنة بعنوان «نقد الوعي النقدي: كردستان- العراق نموذجاً»، وانتقد فيه من قال إنهم «أدعياء الوعي النقدي» الذي «يهاجمون ظالمين مستبدين، لكنهم يسكتون عن ظالمين مستبدين آخرين»، وجاءت الافتتاحية في أعقاب إقامة مهرجان ثقافي أقيم في كردستان تحت رعاية الرئيس العراقي، ودعي إليه مثقفون عرب، حيث قال فيها إن المهرجان يأتي ضمن خطوات الرئيس العراقي لـ«شراء ضمائر المثقفين والصحفيين العراقيين والعرب وكمّ أفواههم عن قول الحقيقة».

إدريس الذي أعلن نيته استئناف الحكم، كان قد انتقد في مقاله مدير المهرجان فخري كريم، الذي يعمل مستشاراً ثقافيا للرئيس العراقي، ووصفه بأنه «مجرد شيوعي عراقي قديم على صلة بمخابرات صدام نفسه في الستينيات والسبعينيات، فضلا عن المخابرات العربية والأميركية والبريطانية».

وكانت القضية قد أثارت على امتداد السنوات الثلاث الماضية جدلاً كبيراً في الأوساط الثقافية العربية، وصدرت على إثرها «وثيقة شرف بين أنصار الكلمة الحرة»، وقّعت عليها ألف شخصية من العاملين في الشؤون الثقافية والسياسية والاجتماعية والقانونية، شجبت فيها اللجوء إلى المحاكم في قضايا الفكر، ودعت إلى «مناقشة ما يرد في الإعلام مناقشة عقلانية حرة»، والالتزام بعدم اللجوء إلى القضاء إلا في حالة رفض الوسيلة الإعلامية نشر الرأي المضاد.