بعد ثلاث سنوات من احتجازها من قِبَل والدها في السعودية، ومنْعِه عودتَها إلى بلدها مصر، مدعوماً بنظام الكفالة السعودي الذي لا يجيز للمرأة السفر إلا بإذن ولي أمرها، تمكّنت المصرية هبة نجيب، 27 عاماً، يوم 9 آب/أغسطس 2009، من العودة إلى بلدها، وذلك بعد أن قررت أخيراً إثارة قضيتها في وسائل الإعلام المصرية، ما حشدَ لها حملة تأييد كبيرة على الإنترنت كانت ساحاتها صفحات المدوّنات وفيسبوك.

هبة التي تقيم مع عائلتها في مدينة جدة، عانت منذ سنواتٍ خلافاتٍ مع والدها السلفي المتشدد، الذي يقيم في السعودية منذ العام 1983، بسبب ما يعدّه «ردة عن الدين» تمثلت في رفضها ارتداء الخمار أثناء دراستها في مصر، وسماعها الأغاني، وانتقادها مظاهرَ التشدد الاجتماعي في السعودية، وقد حاولت بعد إنهائها دراستها العودة إلى مصر، لكن والدها احتجز جواز سفرها، فتقدمت بطلب إلى القنصلية المصرية للحصول على جواز جديد ومساعدتها في الخروج، بوصفها مواطنة مصرية تجاوزت الواحدة والعشرين، وتنطبق عليها القوانين المصرية، لكن الجواب الذي تلقّته هو أن القنصلية لا تتدخل في الخلافات العائلية.

هبة توجهت إلى هيئة حقوق الإنسان السعودية، ومنظمة الأمم المتحدة في الرياض، وعددٍ من السفارات الأجنبية، وقابلت أُمَراء سعوديين، وتقدمت بشكوى إلى المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، لكن هذه الجهود أدّت فقط إلى تليين موقف القنصلية المصرية التي وافقت أخيراً على منحها وثيقة بدل فاقد لجواز سفرها، لتصطدم بعدها برفض السلطات السعودية السماح لها بالسفر دون موافقة والدها.

قررت هبة نقل معركتها إلى موقع فيسبوك، إذ أسست مجموعةً شرحت فيها قضيتها، وطلبت الدعم من الجهات المعنية بحقوق الإنسان.

بعد أسبوع من تغطية إعلامية واسعة لقضيتها، وحملة بدأها مدوّنون يوم 2 آب/أغسطس الفائت، هاجموا فيها بشدة وزارة الخارجية المصرية وتيار الإخوان المسلمين الذي ينتمي إليه والدها، تم الإعلان عن «تسوية عائلية مع والدها، تسمح لها بالعودة إلى مصر».