العدد 10 - أربعة أسابيع
 

كواحد من ردود الأفعال الغاضبة على اللقاء الذي وُصف بأنه «تآمري» وجمع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، وممثلين عن منظمات مجتمع مدني، رفع مواطن من قرية عقربا في إربد، قضية على مديرة «ميزان» إيفا أبو حلاوة، إحدى المشاركات في اللقاء، متهما إياها بـ«الإساءة إلى الوحدة الوطنية».

القضية رفعت على خلفية تقرير نشره موقع كل الأردن، يوم 15 آذار/مارس 2010، وذكر فيه أن «تسريبات» من داخل اللقاء أكّدت أن أبو حلاوة طالبت خلال اللقاء الذي كانت «المحاصصة السياسية» موضوعه الأساسي بـ«المناصفة الفورية» فيما يتعلق بحق الأردنيين من أصل فلسطيني في التمثيل السياسي.

وكانت العاصفة قد بدأت حول اللقاء الذي عقد في السفارة الأميركية يوم 12 آذار/مارس 2010، بخبر نشرته صحيفة العرب اليوم، قالت فيه إنه جاء بهدف مناقشة الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقبلة. الصحيفة التي أكّدت أن اللقاء اقتصر على عدد محدود من الشخصيات، نسبت إلى «مصادر مطلعة» قولها إن الحضور توافقوا في «اتفاق جنتلمان» على عدم إطلاع الصحافة على تفاصيله.

«السرية» التي أشيع أن اللقاء أحيط بها، أثارت ردود فعل غاضبة لدى كتّاب في صحف يومية ومواقع إخبارية، معتبرين إياه «مؤامرة» تهدف إلى زعزعة أمن الأردن واستقراره، وهو أمر، رأى سياسي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الترويج له هو شكل من أشكال «التمويه السياسي».

في السياق نفسه، تساءل رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور، عن «المصلحة الأميركية» في ذلك، وقال في تصريح لـے إن لقاء سياسيين ودبلوماسيين بممثلي مجتمع مدني «أمر يحدث طوال الوقت في الأردن وفي دول العالم»، مؤكداً أن الولايات المتحدة بوصفها من الدول المانحة هي في الواقع «شريك»، وليس من مصلحتها بالتالي المس باستقراره، إضافة إلى أن «الأردن ليس دولة كرتونية يمكن أن يقوّضها تبادل وجهات النظر حول الإصلاح السياسي».

السفارة الأميركية في الأردن، نفت في بيان لها أن يكون بايدن قد طلب من الحاضرين عدم الإفصاح عن تفاصيل اللقاء، ونفت أيضاً سرية اللقاء «الذي تم تنسيقه مع المسؤولين الأردنيين وصدر بيان بخصوصه في اليوم الذي جرى فيه الاجتماع».

الضجة التي أثيرت حول اللقاء كشفت «اللامهنية» التي ما زالت سمة العديد من وسائل الأعلام المحلية. فأبو حلاوة التي هوجمت بضراوة في المواقع الإخبارية، قالت في تصريحات لـالغد إن اللقاء لم يتطرق إلى مسألة الوطن البديل، وإنها لم تتطرق نهائياً إلى مسألة المحاصصة السياسية. لكن من انتقد الاجتماع «لم يتعب نفسه بالسؤال عمن حضره وماهية القضايا التي بحثها وآلية عقده، وإنما كيلت الاتهامات بناء على إشاعات لم يتأكد أحد من صدقيتها».

كرة الثلج الغاضبة لقاء بايدن بممثلي منظمات مجتمع مدني
 
01-Apr-2010
 
العدد 10