العدد 9 - ... ودقّة على المسمار
 

في الأخبار الجانبية مؤخراً، أن دراسة حديثة كشفت عن أن عين الدجاجة تتفوق في قوتها على عين الإنسان؛ فهي تتمتع بشبكية عالية القدرات تكشف الأشعة فوق البنفسجية وترى ألواناً أخرى كثيرة غير التي يراها البشر بعيونهم العادية.

هذا الاكتشاف يستدعي بعض التغيرات في الثقافة السائدة عند البشر والمتعلقة بالدجاج. فقد اعتاد الإنسان على أن يضع للدجاج موقعاً دونياً، وبخاصة ما يتعلق بالنظر وبُعد النظر.

«خرابيش الدجاج» مثلاً التي اعتدنا على وصف الخط غير الواضح بها، سوف لن تعود كذلك، فقد تكون تلك الخرابيش غنية بالكثير من المعاني التي لا نراها بعيوننا القاصرة كونها من صنع عيون متفحصة فائقة القدرة. كما أن مشهد الدجاجة التي حفرت وعلى رأسها عفرت سيكون محتمَلاً، لأنه قد يعني أن الدجاجة تتحمل التعفير على رأسها سعياً وراء اكتشاف أمور لا نراها بعيوننا الآدمية.

تقول إحدى النكات ذات البعد الجندري، والتي لن تعجب نشيطات العمل النسائي وأنصارهن من الرجال، إن «عشرة نساء أعطين عقولهن لدجاجة فأضاعت علفَها»، وعادة ما ابتهج الرجال من خصوم المرأة بهذه النكتة، ولكن عليهم بعد اليوم أن يعرفوا أن الدجاجة ذات العيون المتفحصة بعد أن أخذت عقولَ عشرة نسوة لم تعد تنظر للعلف بوصفه شأناً مهماً يستحق الركض خلفه كما يعتقد رواة النكتة من الرجال بعيونهم البشرية الضعيفة وعقولهم الرجالية التي لم تستوعب الموقف الجديد للدجاجة من العلف.

من الواضح أن الخيارات أمام الدجاجة مفتوحة كثيراً بحكم تبصرها الزائد.

الدراسة لم تتحدث عن قدرات دجاجية بصرية في ما يتعلق بالمسافات البعيدة، ولكن من قال إن بُعد النظر أمر يتعلق بالمسافات أكثر مما يتعلق بالتفاصيل الدقيقة؟

دجاجة حفرت
 
01-Mar-2010
 
العدد 9