العدد 9 - نبض البلد
 

التقَين في كلية الفنون بالجامعة الأردنية، وهناك رسمنَ الخطاطات الأولى لمشروعهن الخاص الذي قررن تدشينه بعد تخرجهن، متيقّنات أنّ الإمكانات المتواضعة يمكنها أن تفعل الكثير إذا ما توافرت الرغبة والإرادة.

سارة الرشدان، منى عمارين، غاليا برغوثي وسارة حتاحت، بدأ حلمهنّ بالتحقق عندما عثرنَ على بيت من طابقين في شارع الأمير محمد في قلب العاصمة، أسَّسْنَ فيه «الأستوديو»، ليكون فضاء إبداعياً يمزج بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، ويُبرز ديناميكية الفن وقدرته على التفاعل مع شرائح المجتمع على اختلافها.

خلال اللقاء الذي نظمته مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون حول المشروع، 2 شباط/فبراير 2010، تحدثت الفنانات عن أملهن أن يحتضن الأستوديو «الإبداع الفني داخل فضاء متنوع، وأن يخلق بيئة خصبة تقوم على الحوار الحر الذي يتيح تبادل الخبرات بين الفنانين».

حيث ستُعقَد ورش عمل للنشء يشرف عليها مختصون كلٌّ في مجاله، وتُنظَّم لقاءات لتعميق الصلة بين الفنانين من جهة، وبين الفن وجمهوره من جهة أخرى.

خُصص الطابق الأرضي في «الأستوديو» ليكون محترفاً لفن الطباعة والحفر، ومكتبة صغيرة تحتوي إصدارات فنية. أما الطابق الثاني فيشتمل على قاعة عرض للأعمال الفنية على اختلافها، وقاعة أخرى متعددة الاستعمالات، وركن لعرض المشغولات والقطع الفنية وبيعها.

المشروع ما زال في طوره الجنيني، والقائمات عليه يأملنَ أن يخرج إلى النور خلال آذار/مارس 2010، عبر معرض لأعمال من إنتاجهن في مجال الحفر والطباعة، وهو الفن الذي وضعَ «الأستوديو» في أولوياته نشرَ الوعي المجتمعي بطبيعته وجمالياته.

تؤكد عمارين لـے: «نحن نتلمس الدرب، ولدينا العديد من الأفكار التي يمكن تقديمها»، وتوضح الرشدان: «سيتيح لنا المشروع فرصة تطوير خبراتنا وتجاربنا، ومساعدة الشبان عبر توفير مكان ينجزون فيه أعمالهم ويعرضونها أيضاً»، وسيعمل «الأستوديو» على استضافة فنانين يعقدون ورشات عمل للطلبة من الفئات العمرية المختلفة، ما يعزز التواصل مع المدارس والجامعات كما أكدت الفنانات عبر عرض داتاشو لِمَرافق «الأستوديو». وفي النهاية، فإن هذه البرامج تؤسس لـ«بذرة خصبة قوامها حب الفن وفهمه» كما تؤكد حتاحت. وتوافقها في ذلك برغوثي التي ترى أن المشروع يستهدف جعل الناس على تماسّ مع الفنون البصرية التي تنسجم وتتناغم مع أشكال التعبير المختلفة عن الذات.

الفنانات الأربع، جذبنَ انتباه الجمهور الذي ملأ قاعة المبنى الرئيسي في الدارة، لما أظهرْنَه من حماسة وحيوية، وبدا أنّ هناك من بدأ يفكر بإنجاز مشروعه المؤجل بحسب ما قالته هبة بشير، بكالوريوس فنون جميلة، التي تنوي كما أوضحت لـے تأسيس مكان خاص تعرض فيه أشغالها من قطع غرافيكية، متيقّنة أن الإمكانات المتواضعة لا تقف حائلاً دون الإنجاز، بل ربما تكون دافعاً لمزيد من العمل. كما تحمّس أحد الموسيقيين لتقديم معزوفاته خلال عرض افتتاح مشروع «الأستوديو».

حتاحت كشفت لـے، أنهن بدأن يتلقَيْن العديد من الاتصالات الهاتفية، وأصبحن يستقبلن عدداً متزايداً من طلبة جامعات ومدارس يرغبون في الانضمام للمشروع.

مشروع «الأستوديو»: فضاء إبداعي بإمكانات متواضعة
 
01-Mar-2010
 
العدد 9