العدد 9 - نبض البلد
 

ثلاثة عشر فيلماً من إخراج نساء، عُرضت ضمن مهرجان «ما بين سنمائيات – قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية»، مسلّطةً الضوء على واقع المرأة في بلدان عربية ولاتينية وإسبانية، بأسلوب موضوعي وتسجيل وثائقي يتلمّس المشكلات السياسية والاجتماعية في بلدانهن.

عروض المهرجان التي تواصلت في الفترة 7-15 شباط/ فبراير 2010، هدفت إلى «تجاوز الحواجز ومد جسور التبادل الثقافي، وتشجيعه بالتركيز على القيم المشتركة»، إضافة إلى «دعم المخرِجات الملتزمات بإنتاج سينما مستقلة وغير تجارية»، بحسب ما قالت مديرة قسم الثقافة والإعلام في الهيئة ندى دوماني لـے، لافتةً إلى أن ما يقدمه المهرجان للجمهور أفلام لم يعتد رؤيتها في صالات السينما التجارية.

تفند الأفلام المشاركة في مضامينها، تلك النظرة النمطية تجاه ما تنجزه المرأة من إبداع، والتي ترى فيه مجرد «بكائيات» نتيجة معاناتها من سلطة المجتمع الذكورية، متهمةً المرأة بأنها تتحرك ضمن هذا الإطار الضيق ولا تخرج منه. حيث عُرضت أفلام تكشف وجهة نظر النساء صانعات الأفلام في ما يحيط بهن من قضايا اجتماعية لا تنفصل بحال من الأحوال عن القضايا السياسية في بلدانهن.

لذا، ليس من المستغرب أن يُفتتح المهرجان بفيلم «خذني إلى أرضي» للأردنية ميس دروزة، وفيه تصور حياة أسرة فلسطينية في الشتات من خلال ذكريات جدة تحمل في وجدانها تاريخ القدس، بما ينطوي عليه من تراجيديا بطلها شعبٌ اكتوى بالألم وما زال.

كما عَرَض فيلم «صباح الخير قلقيلية» للفلسطينية ديما أبو غوش، التغيرات الإنسانية التي أحدثها جدار الفصل العنصري، فالجدار لم يقطع أوصال الأرض الفلسطينية فحسب، بل مزّقَ أيضاً علاقات الناس بعضهم ببعض.

ويروي «أحببت كثيراً» للإسبانية دليلة إنادري، مغامرة امرأة مغربية ذهبت مع جيش الاحتلال الفرنسي إلى الهند الصينية عندما كان عمرها عشرين عاماً، لترافق الجنود المغاربة المنخرطين في الجيش الفرنسي. أما «أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها» للسورية هالة عبدالله وعمار البيك، فترسم فيه مخرجته خريطة لبلادها وحياتها. ويتناول «هايدا لبنان» لإليان راهب، قدَر بلد تتكرر فيه الحروب، ويحكي «الكاميرا المظلمة» لماريا فيكتوريا، قصة من التاريخ الأرجنتيني يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر.

وتطرق عدد من أفلام المهرجان، للعلاقة الجدلية بين الشرق والغرب. في هذا السياق عُرض فيلم «عبور المضيق» للإسبانيتَين إيفا باتريثيا فيرنانديث وماري وديلا توري، وهو يتتبع رحلة المئات من الأطفال المغاربة عبر مضيق جبل طارق باتجاه أوروبا التي ما إن وصلوها حتى أدركوا أنهم أصبحوا مهاجرين غير شرعيين وملاحَقين.

المهرجان الذي أقيم في عمّان بالتعاون مع السفارة الإسبانية، أفسح المجال لعرض أفلام تفيض بالحنين، إذ شاركت الإسبانية فرانكا جونثاليث سيررا بفيلم «خلف قضبان القطار»، فيما قدمت المصرية أمل رمسيس فيلمها «حياة» الذي يحكي قصة تعلق أمها بأبيها بعد وفاته، وذكريات طفولتها، وهناك أيضاً فيلم «نظرات ساهرة» لآلبا سوتورا كلوا، الذي حظي بإعجاب الجمهور.

بالإضافة إلى الأفلام الطويلة، شاركت في المهرجان مجموعة من الأفلام القصيرة بعنوان «رسائل بين النساء» لمخرجات من دول مختلفة، بعضها مدته دقيقة واحدة فقط، وأُنجزت في إطار ورشة لصنع أفلام الفيديو عُقدت على هامش المهرجان.

تم البدء بتنفيذ مشروع «ما بين سنمائيات» العام 2008، عبر مبادرة شركة الإنتاج المصرية «كلاكيت عربي» والمؤسسة الثقافية الإسبانية «كلاكيت لاتيني» بهدف تأسيس شبكة من النساء المخرجات العربيات والناطقات بالإسبانية بشكل يسهل عليهن تبادل الخبرات والوصول إلى جماهير مختلفة في العالم العربي وإسبانيا وأميركا اللاتينية.

قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية: أفلام تلغي الحواجز وتفيض بالحنين
 
01-Mar-2010
 
العدد 9