العدد 9 - نبض البلد | ||||||||||||||
في إطار تعزيز التواصل بين المشرق والمغرب العربيَّين، قدّم الأردني أيمن تيسير بمرافقة المغربية فردوس، وعلى مدار ساعتين من الزمن، حفلاً مشتركاً تضمن أغاني من القالبين اللذين أحدثهما الموسيقار محمد عبد الوهاب: المونولوج (غناء مناجاة النفس)، والديالوج (مغناة حوارية رومانسية بين مطربين). الحفل الذي أقيم على مسرح مركز الحسين الثقافي، 18 شباط/فبراير 2010، استُهلّ بمونولوج «أمل حياتي» الذي أدته فردوس بأداء عذب وحسّ عالٍ وصوت متعدد الطبقات، وبعد انتهائها قدمت لتيسير عوداً مغربياً تثميناً لتوجيه الدعوة إليها للغناء في الأردن الذي تزوره للمرة الأولى. وسط تصفيق حار، اعتلى تيسير المسرح وحيّا الجمهور ليقدم المونولوجَين «أحب عيشة الحرية» و«يا ما بنيت قصر الأماني». بدأ الفنان بموال شجن بصوته المنفرد تفاعل معه الجمهور، غير أنه جاهد لرفع طبقات صوته بعد أن بدأت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو جورج أسعد عزفَها، ثم توالى الحفل الذي حضرته الأميرة سناء عاصم، ووزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف مشتملاً على ثمانية مونولوجات، وثلاثة ديالوجات. رغم التفاعل الكبير مع ما قدمه الفنانان، علّق أحد الشبان الذين حضروا الأمسية فضّل عدم نشر اسمه، على ما دعاه «غياب التجديد في التوزيع الموسيقي»، لافتاً إلى أن مثل هذا التجديد يمكن أن يضفي نوعاً من التغيير على ما ألفه جيله في أغاني عمالقة الغناء. ووصفت إحدى الشابات الأمسية بـ«التقليدية»، فيما أكدت صبية برفقتها أنها تفضّل شراء أسطوانة موسيقية لأغاني عبد الوهاب وسماعها بدلاً من حضور الحفل. لكن محمد جابر، طالب في كلية مجتمع، قال لـے إنه استمتع بالحفل، وإن بدا «طويلاً أكثر مما ينبغي» بحسب تعبيره. وأوضح الشاعر طارق مكاوي أن الحضور الأبرز كان لأداء الفنانة فردوس «بصوتها المميز وحسها الموسيقي العالي»، مؤكداً أهمية إشاعة مثل هذه الأجواء الفنية في عمّان، بحيث «تكون قِبلة للباحثين عن متعة سماع الغناء القديم، وأداة تُطْلع الجيل المقبل على ثراء الموسيقى الكلاسيكية العربية التي غابت أو تكاد في لجة ما تبثه الفضائيات من صخب وضجيج». من جهته، أوضح تيسير لـے أن ما يقدمه هو «فن ينتمي للحقبة الكلاسيكية في الغناء العربي، الذي له مواصفات محددة من حيث الأداء وأسلوب التسجيل المتبع في ذلك الوقت»، لافتاً إلى أن إعادة تقديم هذا الفن في حفل مباشر «يرسخه في الأذهان ويُبقي شعلته متقدّة». وشدد تيسير على أن الجديد في ما يقدمه يكمن في الإحساس المختلف الذي يمنحه فنان هذا العصر للأغنية القديمة، قائلاً: «لا نقدم الفن الغنائي العربي كما قُدم في زمنه، هناك عناصر استجدت بالتأكيد مع مرور الزمن»، ورأى أن تفاعل الجمهور مع هذه الأغاني يتجسد في الحضور الحي للمطرب على خشبة المسرح، مضيفاً أنه «ضد التوزيع الجديد، ومع الحفاظ على الغناء القديم كما هو». وهو ما وافقته فيه الفنانة فردوس، التي تعتقد في حديث لـ ے أن أهمية الأغنية الطربية تكمن في «تطوير الذائقة الموسيقية لدى الأجيال الجديدة». |
|
|||||||||||||