العدد 9 - فضاء بلا حدود
 

قبل خمسة أعوام، عكفت مجموعة من المهووسين بالإنترنت على وضع اللمسات النهائية على فايرفوكس 1.0، المنافس الأول لمتصفح ميكروسوفت الشهير إنترنت إكسبلورر الذي تمتع حينها بنحو 100 في المئة من حصة سوق المتصفّحات في ذلك الوقت.

من مكتب صغير خرج فايرفوكس الذي نما بثبات ليصبح منافساً خطيراً لعملاق التكنولوجيا ميكروسوفت، ويستولي على 25 في المئة من حصّة سوق المتصفّحات، بحسب أرقام وإحصائيات عالمية، فرغم ضآلة التمويل من مؤسسة موزيلا تمكّن فايرفوكس من التطور بمشاركة آلاف الأنصار المتحمّسين في مختلف أنحاء العالم.

مع احتفال مؤسسة موزيلا الأم بمرور خمسة أعوام على إطلاق فايرفوكس، يأتي إعلانها عن مزيد من التحسينات على المتصفح المجاني، إضافة إلى خطط واسعة للرفع من «محليّة» المتصفح عبر إطلاقه بمختلف اللغات.

رئيس مؤسسة موزيلا ميتشل بيكر تؤكد في مقابلة في عمّان على هامش أسبوع الريادة العالمي الذي عُقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، أن إطلاق المتصفّح بلغات عدة قد يكون عملية عالية التكلفة، ليست ذات جدوى اقتصادية، لكنها مستمرة؛ لأن إيصال المتصفح المجاني إلى الناس في جميع أنحاء العالم، كيفما كانت لغتهم، من أهم مبادئ مؤسسة موزيلا غير الربحية.

لكن، ما هدف موزيلا من وراء هذا الجهد الذي يتميّز بجعل المستخدمين والمطورين حول العالم جزءاً من عمليات «ترقية» هذا المنتج وتطويره، هل هو، ببساطة، كسر احتكار ميكروسوفت؟

بيكر تؤكد أن الهدف يتجاوز كسر الاحتكار إلى قضية أبعد بكثير. المسألة عندها هي كيفية تطوير جزء من شبكة الإنترنت ليكون مساعداً على الابتكار ورفد روح المبادرة والسيطرة على المعلومات الشخصية، بخاصة في ظل انفلات الإنترنت بشكل لا يسمح للناس بالتدخل في المحتوى الذي يرغبون في وجوده على الشبكة عن أنفسهم.

تقول: «هدفنا خلق شريحة من شبكة الإنترنت مفتوحة بشكل كامل، لأن ذلك هو المكان الذي تحصل منه على الابتكار، لأنه يسمح لك بالاختيار. وأن نكون قد نجحنا في انتزاع حصة من السوق من إنترنت إكسبلورر وكسر الاحتكار أمر مهم، والأهم أن يكون جزء من الإنترنت مفتوح المصدر يسمح للناس بأخذه وتطويعه والعمل عليه وخلق شيء جديد لهم».

وعن السؤال: «ما مستقبل فايرفوكس، هل سيصبح المتصفح هو نظام التشغيل كما تنوي غوغل فعله مع متصفحها الجديد نسبياً غوغل كروم؟ تجيب بيك: «هذا ليس هو السيناريو الوحيد الذي تنمو به المتصفحات بالضرورة». وترى أن غوغل تهدف إلى توزيع مجاني لـ لينكس. «ما ستفعله غوغل هو ضبط توزيع لينكس فقط لشبكة الإنترنت، وليس لدينا خطط للقيام بذلك، لذا، نحن نعتقد أن الويب نفسه هو أفضل منصّة للتطور، ولكن هناك نظام تشغيل تحته، وهكذا؛ فنحن أيضاً لا نعتقد أن الإنترنت منصة فقط لأنك تملك جهازاً في مكان ما؛ كلنا بحاجة إلى نظام التشغيل للجهاز».

وتضيف: «لكننا لاحظنا كيف أن الإنترنت يمكن أن يكون عاملاً موحداً نضع فيه طاقتنا لصنع منصة شبكية. قد يبدو هذا عملاً براقاً جداً في بعض الأحيان، لكنه في الحقيقة عمل شاق وكبير».

ما تحاول موزيلا القيام به، بحسب بيكر، هو بناء شبكة الإنترنت بوصفها منبراً لهذا الابتكار على الصعيد العالمي، كي يتمكن الناس من تنسيق الملفات الجديدة والفيديو والرسومات والعناصر المرئيّة في الويب على شبكة الإنترنت بحيث يمكن أن تتنافس مع غيرها من التكنولوجيّات. وتضيف: «تحقيق هذا على شبكة الإنترنت هو، في حدِّ ذاته، أمر مثير».

خمسة أعوام على فايرفوكس: المستخدم جزء من عملية ترقية المنتج وتطويره
 
01-Mar-2010
 
العدد 9