العدد 9 - الملف | ||||||||||||||
«بدأت قصتي مع تعاطي المخدرات وأنا في السابعة عشر من عمري، حيث كنت في «سهرة شباب» مع مجموعة من الأصدقاء الذين قاموا بإعطائي «الحشيش» على سبيل التجربة. وبما أنّني كنت أحمل في نفسي الرغبة في التعرف على تأثير المخدر، قبلت «الهدية»، فكانت بداية تعوّدي عليها». تلك هي أولى الخطوات التي ساقت على طريق الإدمان الطالب الجامعي في تخصص القانون «ع. م»، 23 عاماً. الأسباب التي علّق عليها الطالب الجامعي تعاطيه للمخدر تتصل ببيئته ومشاكله أساساً. فكثير ممن يعرفهم يتعاطون «الحشيش»، بمن فيهم أقارب له ومنهم عمّه، هذا إضافة إلى مشاكل عائلية تحيط به، حسب تأكيده، وسكنه بعيداً عن أهله للدراسة. «ع» أكد سهولة الحصول على «الحشيش»، عاداً ذلك أحد الأسباب في استمرار تعاطيه، كما أنه يرى أنّ منطقته هي المسؤولة عن دفعه للإدمان، لا بل بات يفكر بمنطق «من العار عليّ أن أكون من أبناء سحاب ولا أتعاطى، إذ كيف سأحافظ على سمعتي بين الشباب؟». «ع» لم يتعاط من المخدرات سوى «الحشيش»، ومع أنه يدرك أنّ المخدر لا يسهم في حل مشاكله إنْ لم يكن يفاقمها، فهو يقايض إحساسه «بشعور آخر»، تحت تأثير «الحشيش» بتأجيل مواجهة مشاكله. والآن لم يعد دور «ع» يقتصر على التعاطي، بل أصبح يوفر لمن يرغب من أصدقائه طلباته من المخدر، لكنه ينفي عن نفسه تهمة سحب أصدقائه للتعاطي، وذلك من منطلق أنهم هم من يلجأون إليه لشراء «الحشيش» التي لا يعدون تعاطيها إدماناً بل مجرد استمتاع و«زهزة» لفترة من الزمن، لكن من يدري إلى متى؟ فالشاب «ع» كان يعتقد عندما بدأ التجربة، بأنه سيتوقف عن تعاطي «الحشيش» سريعاً، لكنه الآن من الضالعين بها، إلى الدرجة التي لم يعد قادراً فيها على رؤية خطورة ما يعمل. فـ «الحشيش» أصبح كلّ عالمه، وهو كثيراً ما يجوع أو يمشي مسافات طويلة لتوفير مزيد من النقود لشراء حاجته من هذه المادة. هذا إضافة إلى أنه بات بحاجة إلى «معجزة» في زمن اللا معجزات كي ينهي دراسته الجامعية. |
|
|||||||||||||