العدد 9 - أربعة أسابيع | ||||||||||||||
فرقٌ شاسع بين الخبر المقتضب المصاغ بلغة رسمية وباردة الذي بثته وكالة الأنباء الأردنية بترا يوم 30 كانون الأول/ديسمبر 2009، وأعلنت فيه نبأ استشهاد الشريف علي بن زيد «أثناء مشاركته في أداء الواجب الإنساني الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية في أفغانستان»، والاحتفالية التي أقيمت له يوم 7 شباط/ فبراير 2010، في مرور أربعين يوماً على استشهاده، وتصدّرت فيها صورُه واجهات الصحف والمواقع الإخبارية. الشريف علي حظي يوم استشهاده بستين كلمة فقط، هي عدد كلمات خبر بترا، الذي لم يذكر أي تفاصيل عنه، وعن طبيعة عمله في أفغانستان وملابسات وفاته، وكان على الناس أن يتابعوا وكالات الأنباء العالمية ليعرفوا أنه كان في أفغانستان في إطار التعاون الاستخباراتي الأردني الأميركي في مجال مكافحة الإرهاب، وأنه قضى في تفجير خوست الذي نفّذه الأردني همّام البلوي في قاعدة أميركية. الملك والملكة وأفراد من العائلة المالكة استقبلوا يوم 2 شباط/فبراير 2010، جثمان الشريف حيث أقيمت له جنازة عسكرية، وباستثناء ذلك كان التعاطي الرسمي مع حادثة استشهاده «خجولاً»، وبدا أن الحادثة قد أحرجت الحكومة، لأنها كشفت أن لها تواجداً عسكرياً في أفغانستان، وأنها ترتبط بعلاقات أمنية على مستوى عال مع الولايات المتحدة الأميركية، هذا رغم أن الموقع الإلكتروني لحلف شمال الأطلسي ناتو، يشير إلى أن هناك 90 عسكرياً أردنيا في أفغانستان، لكنه أمر لم يسبق للحكومة أن أعلنته. في ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاده، وفيما بدا أنه استدراك متأخر للخطأ، احتلّت صور الشريف علي الصفحات الأولى في معظم الصحف اليومية والمواقع الإخبارية، وكتب العديد من كتّاب الأعمدة مقالات تأبينية، وقد أجرت صحيفة الغد لقاء مع عائلته، حيث سردت زوجته ووالدته وشقيقه تفاصيل حميمة عن شخصيته وحياته. مصادر مقرّبة من عائلته نقلت «عتبها» على الإعلام الذي صمت في الأيام الأولى، لكنه «استدرك» ما وقع فيه، فاحتفى بالشهيد، وإن جاء ذلك متأخراً بعض الشيء. |
|
|||||||||||||