العدد 9 - أربعة أسابيع
 

علّقت سيدة ثلاثينية بانفعال على خبر نشرته وسائل إعلام محلية حول حصول الأردن على درجة 55 من 100 في تقرير حول مؤشر نوعية الحياة أصدرته مجلة إنترناشونال ليفينغ الإيرلندية للعام 2010.

السيدة التي تعمل في دائرة حكومية، قالت لـے بتهكُّم: «نعم، يتمتع الأردنيون برفاهية العيش، ولكن ليس الناجين من الطبقة المتوسطة وبقية فقراء البلاد»، وأضافت الأم لأربعة أبناء: «أعتقد أن التقرير يشمل فقط مناطق غرب عمان، وكي أكون أكثر دقة من يسكنون هذه القصور»، وأشارت بيدها إلى مجلة تصدر باللغة الإنجليزية تخصص نحو عشر صفحات للقصور وساكنيها في عمان.

تبدو ردة الفعل تلك حادة وانفعالية، لكنها تعبّر عن رأي يتبناه كثيرون في البلاد، بخاصة أنّ التقرير المذكور شمل 194 دولة حول العالم، وحصل الأردن إلى جانب الكويت درجة 55، لتكون هاتان الدولتان في مقدمة الدول العربية في هذا المجال.

ويعتمد التقرير على رصد عناصر فرعية توضح نوعية الحياة التي يعيشها المواطنون في الدول الخاضعة للدراسة، وهي مؤشرات على مدى تقدم الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها. وهذه العناصر هي: الصحة، المخاطر والأمن، المناخ العام، الرفاهية والثقافة، البيئة، تكلفة الحياة، الاقتصاد، الحرية والبنية التحتية.

رغم المؤشر الإيجابي للتقرير، لا يمكن التقليل من أهمية ردة الفعل هذه، في ظل الإحصاءات الرسمية التي صدرت مؤخراً عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وبينت أنّ 880 ألف مواطن يعيشون تحت خط الفقر، 14 في المئة من السكان يعانون نقصاً شديداً في الإمكانيات واحتياجات الحياة الأساسية، 41 منطقة مصنفة رسمياً كجيوب للفقر، و80 في المئة نسبة الفقر في بعض التجمعات السكانية.

طلال، طالب كويتي يتابع دراسته العليا في الأردن، بدا غير مقتنع بما خلص إليه التقرير، رغم إقراره أن الأردن «شهد قفزات تنموية هائلة خلال العقد الأخير»، وأن ما حدث فيه «يُعدّ إنجازاً كبيراً بالنسبة لدولة بلا ثروات مقارنة بدول نفطية مثل الكويت والإمارات».

من جهته، يرى المحامي الأردني محمد كايد الذي يعمل في الإمارات، أن التقرير «يحمل قدراً كبيراً من الدقة»، فالأردن بحسبه «يتقدم على دولة مثل الإمارات مثلاً في كثير من المجالات الخدمية المقدمة للمواطن»، ويوضح: «المقصود هنا ليس الرفاهية المادية السطحية، وإنما البنية التحتية للخدمات الصحية والتعليمة التي تتفوق فيها الأردن على كثير من الدول».

رئيس القسم الاقتصادي في صحيفة العرب اليوم سلامة الدرعاوي، يتفق في الرأي مع كايد، إذ يعتقد أن نتائج التقرير «تنطوي على كثير من الدقة»، ويقول لـے: «رغم الصعوبات الاقتصادية وعجز الموازنة، إلا أن الأردن استطاع أن يعزز الأمن المعيشي للمواطن ويحقق شبكة أمان اجتماعي جيدة إذا ما أُخذت في الحسبان قلّة الموارد».

«لدينا تأمين صحي شامل، ضمان اجتماعي، نظام تقاعد مبكر، وتعليم أساسي مجاني عالي الجودة، وهذا أمر لا توفره دول كبرى»، يقول الدرعاوي، لافتاً إلى أنّ الأردن «حقق عنصراً حياتياً أساسياً، هو الأمن في بلد يتوسط محيطاً متوتراً وقلقاً».

مؤشر نوعية الحياة: الأردن في مقدمة الدول العربية
 
01-Mar-2010
 
العدد 9