العدد 8 - ... ودقّة على المسمار | ||||||||||||||
يُروى عن المؤرخ المرحوم سليمان موسى، أن أحد رؤساء الوزارات في مطلع الستينيات كان شديد الاهتمام بالفن وكثير الرعاية لحال المطربين آنذاك، وقد كانت الإذاعات منبرهم الوحيد حينها. وبحسب الرواية، فإن رئيس الوزراء كان ذات يوم يستمع لصوت مطرب محلي، فلاحظ وجود خلل في مخارج بعض الحروف في صوته، وبعد أن تكرر ذلك اتصل بالإذاعة مستفسراً، فأبلغوه أن بعض أسنان المطرب «مخلَّعة»، بالمعنى الحرفي للكلمة، وليس بسبب خبرته في الطرب والفن، فأمر رئيس الوزراء على الفور بتركيب طقم أسنان للمطرب وعلى نفقة الحكومة. مطربونا اليوم لا يعانون من تخليع الأسنان، لا بالمعنى الحرفي ولا المجازي، ومع ذلك فمَن يستمع إلى أغلبهم يدرك أنهم بحاجة إلى تركيب «براغي» لشد المفاصل والخصور، وتثبيت مرابط على الرُّكَب ودعمات تحت الإبطين، كما يحتاجون إلى كميات كبيرة من «حصلبان» المستخدم في تسليك الأوتار، والأهم من ذلك أن يتم منعهم من أكل الموز لأن أصواتهم -كما لاحظ أحد الظرفاء- تشبه ملمس انزلاق الموز في البلعوم. |
|
|||||||||||||