العدد 8 - نبض البلد | ||||||||||||||
استهل حفل «من شهرزاد إلى كارمن» الذي نظمه المعهد الوطني للموسيقى بالتعاون مع أمانة عمان، بأوبرا «سرقة العصفور»، الميلودراما الرائعة للموسيقار الإيطالي جواكينو روسيني التي ألّفها العام 1817، ومعها استعادت آلات العازفين أحلام بطلة الأوبرا «نينيتا» التي توضع في بؤرة الاختيار بين حبيبها العائد تواً من ساحة الحرب، ووالدها الملاحَق من الجيش. وفي ظل الدوامة التي تعيشها، تُتَّهم بالسرقة ويُحكم عليها بالإعدام، غير أنها تنجو في اللحظة الأخيرة. «تجلّى» الجمهور الغفير الذي ملأ مدرج الحسين الثقافي في 20 كانون الثاني/يناير 2010 مع الأوبرا، وصفّق لمؤدييها بحماسة، ليتواصل الحفل المشترك لأوركسترا عمان السيمفوني بقيادة المايسترو محمد عثمان صدّيق، وأوركسترا القاهرة بقيادة المايسترو مارتشيللو موتاديللي، بمتتابعة كارمن السيمفونية رقم 2، وفيها قدم العازفون ألحاناً مقتطفة من أوبرا كارمن للفرنسي جورج بيزيه (1875)، وهي الأوبرا التي اشتُهرت بأنها أكثر أوبرا شعبية في تاريخ الموسيقى حتى الآن، وقد تميزت بإيقاعها المتناغم وبلحنها الحيوي، وتحكي قصة الفتاة الغجرية التي ارتبط اسم الأوبرا بها، والتي كانت متعالية وذات مزاج متقلب، لا تكترث بمن يحبها، لكنها تسعى لإيقاع الرجال بحبائل جمالها. تتنقل القصة بين الحب والرومانسية إلى النهاية الدرامية مع مشهد موت كارمن الحسناء الغجرية، ليُبرز تصاعد الموسيقى واندفاعها ثم خفوتها، الشجنَ والحب والكراهية والغيرة والانتقام والاستحواذ والرغبة والجنون، مغلّفة بعنصرَي الواقعية والغرابة. واخُتتم الحفل بالمتتالية السيمفونية «شهرزاد» للروسي نيكولاي رمسكي – كورساكوف، التي ترتكز على كتاب ألف ليلة وليلة . الحفل الذي امتد لساعتين من الزمن، أشّر على التناغم بين أوركسترا عمان وأوركسترا القاهرة، وأكد الأهمية التي ينطوي عليها تلاقي العازفين لتقديم أعمال موسيقية خالدة، ضمن رؤية جديدة وأداء موسيقي عالي الإحساس. التمازج بين أوركسترا عمان وأوركسترا القاهرة، شكّلَ تجربة فريدة للطرفين، وفرصة لتبادل الخبرات وتناول الأعمال الموسيقية الخالدة وتقديمها للجمهور، وهو ما أشار له صدّيق خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبيل الحفل، مبيناً أن هذه الأمسية هي «نتاج تعاون طويل مع أوركسترا القاهرة السيمفوني ومديرتها إيناس عبد الدايم». |
|
|||||||||||||