العدد 8 - نبض البلد | ||||||||||||||
توّجت فرقة «شرق» نجاحاتها التي حققتها عبر مشاركاتها في مهرجانات وأمسيات محلية وعربية، منذ تأسست العام 2006، بإطلاق ألبومها «بين بين». يضم الألبوم أغنيات ومقاطع موسيقية تجمع بين آلات شرقية وغربية، مع مراعاة أن الآلات الشرقية هي الأساس، بما يُبرز طاقاتها ويؤكد دورها، بخاصة في ظل انتشار فرق موسيقية تحاكي الغرب في موسيقاها وإيقاعاتها الهجينة. «هدفنا التجديد في الموسيقى الشرقية والإضافة إليها، وليس التحوير»، هذا ما يؤكده لـ ے الفنان والموسيقي عضو الفرقة طارق الجندي، موضحاً بلغة تشف عن إيمان بالموسيقى الشرقية وانتماء لها: «تمثلت رؤيتنا بكيفية الارتقاء بموسيقانا، واكتشاف جماليات آلاتها التي هي على درجة عالية من الرقيّ»، ويتابع: «كان التجديد عبر إعادة التوزيع الموسيقي، وتطوير الأغاني التراثية، والتأليف على قوالب موسيقية شرقية كلاسيكية». الجمهور الذي احتشد لحضور حفل إطلاق الألبوم، الذي احتضنه مركز الحسين الثقافي، كان على موعد مع أغانٍ ومقطوعات تُظهر التمازج والانسجام في الأداء، إذ استهلت الفرقة حفلها بغناء رائعة محمود درويش «كمقابر الشهداء» من قصيدة «المناديل»، التي تَوحد فيها صوت الفنانة لارا عليان بوجد موسيقى عود الجندي، لينضم أعضاء الفرقة بعد ذلك مقدّمين مقطوعة «تانغو» التي جاءت ضمن إيقاع حركي سريع اعتمد آلات الفلوت والعود والكمان. حلم «شرق» تجلّى عبر أغانٍ تراثية قُدمت بتوزيع موسيقي جديد، فكان أن استعاد الحضور رقةَ كلمات «ع الأوف مشعل»، وترنّم بـ«يامو يامو يا ست الحبايب يامو» لدريد لحّام، و«على طريق العتبات» التي قدمها الثنائي مهند عطا الله ولارا عليان بانسجام عالٍ تحقّقَ بين طبقات الصوت والموسيقى. ومن الغناء الصوفي، قدمت الفرقة تجربتين استندتا إلى أشعار الحلاج. وبتقابل روحاني بين عود الجندي ملحّن القصيدة وصوت عطا الله المؤثر، ومداخلة عبر الطار قدمها معن السيد بين مقاطع الأغنية، تجلّى الحضور في حالة وجدانية، محلّقين في عوالم غامرة بالروحانية. ومن المقطوعات الموسيقية التي لحّنها الجندي قدمت الفرقة «سماعي حجاز كار كرد»، وجاءت وفق إيقاع متدرج بين السريع والبطيء، و«220 فولت» ذات الإيقاع البسيط، ومقطوعة «يسار»، ليُختتم الحفل بمقطوعة «بين بين» التي حمل الألبوم الذي أنتجته شركة إيقاع اسمَها، وفيها اتسم الإيقاع بالتنوع سرعةً وبطئاً، معتمداً ارتجالات على الآلتين الإيقاعيتين الكاخون والدغولا، إضافة إلى تمازج بين الارتجالات الصوتية والجمل اللحنية فيها. التنوع والاختلاف ضمن فضاء من الانسجام، سواء بين الآلات أو أصوات الغناء، السمةُ الأبرز لما قدمه أعضاء الفرقة: طارق الجندي (عود)، يعرب اسميرات (كمان)، آلاء تكروري (فلوت)، خالد بلعاوي (تشيللو)، معن السيد (إيقاع)، ناصر سلامة (إيقاع)، لارا عليان (غناء)، مهند عطا لله (غناء)، ويدير الفرقة رامي حداد، رئيس قسم الموسيقى في الجامعة الأردنية. في حديثه لـ ے يؤكد الفنان عطا الله: «لسنا مجرد موسيقيين اجتمعوا وشكّلوا فرقة، نحن قبل ذلك أصدقاء داخل فضاء العمل وخارجه، حلمنا معاً، وحاولنا تحقيق الحلم»، ويتابع بنبرة طافحة بالفرح والشعور بالإنجاز: «هذا الألبوم بذرة زرعناها، وانتظرنا أن تشق التراب وتخرج للنور، نتمنى تجاوز العقبات وأن تصل موسيقانا للناس». في ختام الحفل، صفّق الجمهور لأعضاء الفرقة الذين نقلوهم عبر أجواء راوحت بين الصخب والهدوء، والموسيقى والغناء، والسرعة والبطء. وهو ما يشير إلى تفاعل الحضور مع «بين وبين» ورؤيته، تلك الرؤية التي يوضحها الجندي بقوله: «اخترنا هذا الاسم عنواناً للألبوم، لأنه يجمع بين الموسيقى والغناء؛ الآلات الشرقية والغربية؛ القصائد الفصحى واللهجات المحكية؛ الإيقاع السريع والبطيء». |
|
|||||||||||||