العدد 8 - الملف | ||||||||||||||
تحتل محافظة العاصمة ما نسبته 25 في المئة تقريباً من مقاعد مجلس النواب. وبالنظر إلى حجم السكان فيها الذي يبلغ ما نسبته 38 في المئة من سكان المملكة، فإن محافظة العاصمة تشكو من أن تمثيلها في مجلس النواب الأردني أقل مما ينبغي، وتتكرر المطالبات بتحسين حصتها من المقاعد النيابية ولو تدريجياً، على أساس أن لا تتجاوز الفروقات في التمثيل بين العاصمة والمحافظات الأخرى بحسب عدد السكان نسبة معينة. لكن هناك من لا يتفق مع هذه الرؤية من منطلق أن الأولوية هي لمراعاة الاحتياجات التنموية للمناطق خارج العاصمة، الأقل رعاية والأكبر مساحة. الخلاف على حجم التمثيل النيابي للعاصمة ذو بعد سياسي بالدرجة الأولى، ويتصل بموضوع الكثافة السكانية ذات الأصل الفلسطيني، حيث تتمحور حوله وجهتا نظر رئيسيتان؛ وجهة نظر رسمية تربط حل هذا الاختلال بحل القضية الفلسطينية بدعوى إبقاء موضوع اللاجئين حيّاً، ومقاومة مشروع الوطن البديل، ووجهة نظر أخرى، تدعو إلى حل الاختلال لاعتبارات تتعلق بحقوق المواطنة وعدالة التمثيل. فالعاصمة بحاجة إلى حوالي 13 مقعداً إضافياً حتى يتطابق تمثيلها العددي مع ثقلها النسبي في عدد الناخبين أو السكان، تليها في ذلك محافظة الزرقاء التي تحتاج إلى أربعة مقاعد، ومحافظة إربد التي تحتاج إلى ثلاثة مقاعد. غير أنه من الطريف في هذه اللوحة، أن تكون العاصمة عمّان متخمة بالحضور النيابي، ليس فقط من حيث المدة التي يمضيها النواب فيها لمتابعة عملهم النيابي، باعتبارها مقر مجلس الأمة، بل أيضاً بصفتها المكان الذي يقيم فيه أكثر من نصف عدد أعضاء مجلس النواب (المنحل)، وتحديداً 58 نائباً ونائبة، ما نسبته 52.7 في المئة «على الأقل». ويتوزع نواب الخامس عشر (المنحل) المقيمون في العاصمة بين فئة ممثلي العاصمة في مجلس النواب وعددهم 26 نائباً، يقطنون جميعاً في محافظة العاصمة باستثناء محمد الشرعة الذي يقطن في المفرق، وبين 33 من ممثلي المحافظات الأخرى البالغ مجموعهم 86 نائباً، ما نسبته 38.4 في المئة. النائب السابق محمد القضاة الذي يقيم في عين جنا، محافظة عجلون، طالب في ندوة ناقشت مؤخراً المبادئ المقترحة لمدونة سلوك لأعضاء مجلس النواب الأردني، أن تتضمن المدونة مبدأ أن يقيم النائب في الدائرة التي انتخب عنها. القضاة أكد لـ ے ضرورة ذلك من أجل أن «يعرف النائب ناسه ويتعرف عن قرب على مشاكل دائرته»، محتجاً بأنه إذا كان يسكن في عمان «فسيعود لدائرته فقط في المناسبات». منذ عودة الحياة النيابية العام 1989، خضع تمثيل محافظة العاصمة لعدة تعديلات من حيث عدد الدوائر وحجم التمثيل. ففي انتخابات 1989، خصص للعاصمة (في حدودها الراهنة) 18 مقعداً موزعة على خمس دوائر نيابية. سيطر الإخوان المسلمون العام 1989 على المشهد الانتخابي، حيث حصدت قائمتهم ثمانية مقاعد في دوائر العاصمة الخمس،كانت من نصيب: عبد العزيز جبر، ماجد خليفة، عبد المنعم أبو زنط، علي الحوامدة، حمزة منصور، همام سعيد، محمد أبو فارس، وداود قوجق. كما حصد إسلاميان معارضان من غير الإخوان المسلمين مقعدين، هما ليث شبيلات في «دائرة الحيتان»، الثالثة، فيما احتل صديقه يعقوب قرّش أحد مقاعد الثانية. وانتزع الإسلامي المستقل علي الفقير مقعداً في الأولى بأعلى الأصوات. المقاعد السبعة الأخرى فاز بها طاهر المصري، فارس النابلسي، فخري قعوار، منصور مراد، نايف منور الحديد، عطا الشهوان وأحمد عويدي العبادي. يذكر أن دائرة بدو الوسط التي خُصص لها مقعدان، يتركز جمهورها الانتخابي في محافظة العاصمة، وفاز بمقعديها جمال الخريشة ومحمد عضوب الزبن. يعدّ مجلس النواب «مصنعاً» للنخب السياسية، فقد بلغ مجموع من فازوا بالنيابة في الانتخابات التنافسية في محافظة العاصمة بحدودها الراهنة منذ العام 1989، ما مجموعه 88 نائباً ونائبة واحدة. وقد أفرزت المحافظة رئيسين للوزراء هما طاهر المصري وعلي أبو الراغب، كما أفرزت خلال فترة توزير النواب، سبعة وزراء هم: علي الفقير، ماجد خليفة، حماد أبو جاموس، محمد ذويب، منير صوبر، جمال الخريشة، ومحمد عضوب الزبن الذي كان وزيراً قبل ذلك. غير أن هناك عدداً من الوزراء الذين فازوا بالنيابة بعد أن أصبحوا وزراء، مثل إبراهيم زيد الكيلاني، ممدوح العبادي، عبد الرحيم ملحس ومجحم الخريشة. في انتخابات مجلس النواب الثاني عشر 1993، بقي تمثيل محافظة العاصمة على حاله. لكن تمثيل الإسلاميين هبط إلى ست مقاعد في دوائر العاصمة الخمس في ظل نظام الصوت الواحد الذي فُرض عشية الانتخابات بقانون مؤقت. الفائزون من جبهة العمل الإسلامي، هم: عبد العزيز جبر، عبد المنعم أبو زنط، حمزة منصور، همام سعيد، ذيب عبد الله، وإبراهيم زيد الكيلاني في «دائرة الحيتان». أما الفائزون الآخرون، فهم: طاهر المصري، علي أبو الراغب، خليل حدادين، توجان فيصل وهي أول سيدة تدخل إلى مجلس النواب، حماد أبو جاموس، محمد ذويب، أنور محمد الحديد، محمد الحنيطي، خالد العجارمة، عبد البخيت، مفلح اللوزي، ومنير صوبر. واحتفظ جمال الخريشة ومحمد عضوب الزبن بمقعديهما في دائرة بدو الوسط. انتخابات مجلس النواب الثالث عشر 1997، شهدت تطوراً مفاجئاً بقرار الإسلاميين مقاطعة الانتخابات. أما على صعيد التمثيل، فقد تم فصل الدائرة السادسة التي باتت تمثل محافظة مادبا عن محافظة العاصمة. وفي هذا المجلس استعاد كل من عبد المجيد الأقطش وأحمد عويدي العبادي مقعد العام 1989، فيما احتفظ بمقعده محمد الذويب، علي أبو الراغب، خليل حدادين، ومنير صوبر. أما النواب الجدد في المجلس الثالث عشر، فهم: راشد البرايسة، خليل عطية، حمادة الفراعنة، محمد الكوز «أبو عمار»، رعد البكري، لطفي البرغوثي، نايف مولا، برجس الحديد، حمد أبو زيد، محمد أبو هديب، أحمد العجارمة، وعساف العساف. وحل في دائرة بدو الوسط نائبان جديدان هما: صالح الجبور وغازي الفايز. انتخابات مجلس النواب الرابع عشر 2003، شهدت تعديلات مهمة على تمثيل المحافظة، إذ تم رفع عدد الدوائر الانتخابية لمحافظة العاصمة إلى سبع دوائر، ونقل مقعد الشركس والشيشان الخاص بالدائرة الثالثة إلى الدائرة السادسة واستبدل بمقعد مسلم، كما رفع عدد المقاعد الإجمالية إلى 23 مقعداً ما أدى إلى إعادة توزيعها بحيث زيدت مقاعد كل من الدائرتين الأولى والثانية مقعداً إضافياً، ونقل اثنين من مقاعد الدائرة الخامسة إلى الدائرة السادسة الجديدة، كما خصص مقعد للدائرة السابعة (ناعور). وارتفع أيضاً عدد مقاعد دائرة بدو الوسط إلى ثلاثة مقاعد. احتلت كوادر جبهة العمل الإسلامي في محافظة العاصمة في هذه الانتخابات، سبعة مقاعد من مجموع المقاعد الـ 17 التي فازت بها الجبهة، وذلك من خلال: عزام الهنيدي، موسى الوحش، تيسير الفتياني، محمد أبو فارس، زهير أبو الراغب، عدنان حسونة، ونضال العبادي. وعاد أبو زنط تحت القبة للمرة الثالثة، لكنه أصبح هذه المرة خارج صفوف «العمل الإسلامي». أما الفائزون الآخرون فهم: خليل عطية، برجس الحديد، محمد أبو هديب، عبد الحفيظ الحيت، خليل الهبارنة، محمد الكوز «أبو الرائد»، ممدوح العبادي، عبد الرحيم ملحس، عودة القواس، نايف أبو محفوظ، عثمان الشيشاني، هاشم القيسي، روحي شحالتوغ، وعبد الثوابية. وفاز بمقاعد دائرة بدو الوسط الثلاثة؛ علي الشرعة، نايف الفايز، وغازي الزبن. أما انتخابات مجلس النواب الخامس عشر العام 2007، فلم تشهد أي تعديل على تمثيل محافظة العاصمة. لكنها شهدت تراجعاً درامياً في تمثيل جبهة العمل الإسلامي الذي هبط إلى ستة مقاعد منها اثنان في العاصمة، كانا من نصيب عزام الهنيدي وحمزة منصور. أما الفائزون الآخرون فهم: محمد الكوز «أبو الرائد»، محمد الكوز «أبو عمار»، ممدوح العبادي، حمد أبو زيد، خليل عطية، ومحمد أبو هديب، جعفر العبداللات، حسن صافي، يوسف القرنة، أحمد الصفدي، عبد الرحيم البقاعي، يوسف البستنجي، طارق خوري، خلف الرقاد، نضال الحديد، أحمد العدوان، سميح بينو، نصار القيسي، لطفي الديرباني، عدنان العجارمة. وفاز بمقاعد دائرة بدو الوسط الثلاثة: صالح الجبور، مجحم الخريشة، ومحمد الشرعة. والآن على أبواب انتخابات المجلس السادس عشر، فإن منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية تتطلع إلى تطوير النظام الانتخابي بما يحقق عدالة أكبر في التمثيل. لكن رغم التصريحات الحكومية حول الالتزام بتعديل قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات قبل نهاية هذا العام، ما زالت هناك ضبابية تامة حول المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الحكومة في التعديل، ما يعني أن مطلب تحسين التمثيل النيابي لعّمان لا يجد أمامه سوى الانتظار، والتعلق بالآمال! |
|
|||||||||||||