العدد 8 - الملف
 

وصفها أمينها السابق نضال الحديد بأنها «أنظف العواصم في العالم»، وها هو مدير البيئة والنظافة في الأمانة زيدون النسور يتفق معه، رغم أنه ليس راضياً تمام الرضا عن نظافتها، وإنما يطمح للوصول إلى «ما هو أفضل من الوضع الحالي».

النفايات

تحتاج نظافة عمان إلى أسطول من عمال الوطن والكوادر الفنية المؤهلة، لتقديم أفضل خدمات النظافة والبيئة، ونسعى للحفاظ عليها مدينة متألقة مقارنة بعواصم الدول المحيطة بنا، وللحفاظ على هذه الهوية لعمان النظيفة هناك نحو 4 آلاف عامل من عمال الوطن يُعْنَون بديمومة نظافتها على مدار الساعة في 27 منطقة تابعة لأمانة عمان، 70 في المئة منهم أردنيّون.

تعدّ البيئة من أبرز القضايا التي تواجه أمانة عمان الكبرى، خاصة بعد تمدد العاصمة وأمانتها إلى مساحة وصلت حوالي ضِعف مساحتها السابقة بمرّة ونصف المرة، بعد ضم مناطق وقرى جديدة لها.

الهم اليومي الذي تسعى الأمانة لمواجهته الحفاظ على نظافة شوارع وأحياء الأمانة والمناطق التابعة لها، وتبدأ هذه العملية من المشهد الأول للشوارع التي تخصص الأمانة لها موازنة بالملايين لاستدامة نظافتها. ولحفز المواطن على العمل في مهنة «عمال الوطن» يقول النسور نحفزهم بزيادة الرواتب فالعامل المتزوج يزيد راتبه عن 240 ديناراً، فضلاً عن الامتيازات الصحية وغيرها.

العاصمة عمان وضواحيها تنتج يومياً من 2000 إلى 2200 طن من النفايات، وهذا الحجم كبير جداً، ومن المفروض والضروري العمل على خفض هذه النسبة والكمية من النفايات، غير أن ذلك يحتاج إلى حملة وطنية وتوعوية، بحسب ما ذكر النسور.

أمانة عمان تنوي مع الربيع المقبل إطلاق حملة لتوعية المواطنين بعدم إلقاء النفايات من السيارات.

المناطق الساخنة بيئياً

تسعى أمانة عمان الكبرى إلى معالجة قضايا الوضع البيئي الساخنة في حدود الأمانة، لكنها تواجه مشاكل وصعوبات لإصلاح الخلل البيئي فيها، ويرى النسور أن «تعاون المواطن يعدّ أبرز قضية تساعدنا كفنيين لمعالجة الوضع البيئي، فعدم انتظام المواطن في وضع النفايات في وقت محدد كما في بعض العواصم، يؤثر سلباً في حركة السيارات الضاغطة والطاحنات التي تجوب شوارع الأمانة لرفع النفايات». ويقترح النسور أن يتم تحديد موعد خاص لوضع النفايات أمام المنازل حفاظاً على نظافة المنطقة، وتوفيراً لحركة سيارات الأمانة وتخفيفاً لازدحام حركة السيارات.

أمانة عمان ترى أن مناطق الازدحام السكاني التي تتواجد فيها المصانع والكسارات ومناشير الحجر، هي أكثر المناطق الساخنة بيئياً في عمان.

لكن وزارة البيئة تؤكد في تقاريرها أن منطقة المحطة تعدّ المنطقة الأكثر سخونة hot spot في حدود أمانة عمان الكبرى، بينما تعدّ الزرقاء المنطقة الأكثر سخونة بيئياً في الأردن.

ويعترف النسور أن الأمانة لا تمتلك أجهزة ومحطات رصد تلوث الهواء في مناطقها المختلفة، لكنه يشير إلى أن النية تتجة بالتعاون مع وزارة البيئة لتركيب سبع محطات رصد لنوعية الهواء، مشيراً إلى أنها الآن غير موجودة، لكنه يأمل أن يتم تركيبها نهاية العام 2010 أو العام الذي يليه، بهدف معرفة أكثر المناطق تلوثاً بالهواء، والسعي لمعالجة هذه المناطق، ووضع الحلول لخفض نسب انبعاث الهواء الملوث.

تصريف المياه وانفجار المناهل

تصريف المياه واختلاطها بمياه المجاري، من أبرز المشاكل التي تواجه عمان خلال فصل الشتاء، وذلك بسبب الربط العشوائي المخالف للقانون على شبكة تصريف مياه الأمطار.

ويرتبط بهذه المشكلة انفجار مناهل تصريف مياه الأمطار في الشتاء، فلا تكاد ترى شارعاً بعد سقوط المطر، إلا وفيه منهل تتدفق منه المياه، وأحياناً تصدر منه الروائح الكريهة.

في تفسير هذه الظاهرة، يقول المدير التنفيذي لشؤون البيئة والنظافة في الأمانة، إن مجرى الصرف الصحي له خطوط خاصة، وهي خطوط مرتبطة بشبكة واحدة، ولا يتم ربط تصريف مياه الأمطار عليها، بل لها مسارات خاصة بها ومناهل، وبسبب تعدي المواطنين وأصحاب البنايات على ربط خطوط تصريف المياه بخطوط المجاري، نرى ما يحدث في فصل الشتاء كل عام، حيث تنفجر المناهل، لعدم قدرتها على استيعاب كميات الأمطار ومياه المجاري التي يتم ربطها على خطوط تصريف مياه الأمطار، فتنشأ ظاهرة نوافير المياه في وسط الشوارع.

سيل عمان

ظاهرة خروج الروائح الكريهة من سيل عمان، بخاصة في منطقة المحطة، يؤكد النسور أنها مرتبطة بظاهرة انفجار المناهل المخصصة لتصريف مياه الأمطار، حيث يتم ربط شبكات وخطوط المجاري الخاصة في منطقة سقف السيل على شبكة تصريف مياه الأمطار، ما يؤدي إلى وصولها إلى سيل عمان فتختلط مياه المطر بمياه الصرف الصحي، فتخرج الروائح الكريهة.

ولمعالجة هذه المشكلة البيئية التي يعاني منها سكان منطقة المحطة وماركا، يرى النسور أنه لا بد من متابعة وملاحقة كل صاحب بيت أو محل تجاري يقوم بربط مياه المجاري، بخاصة في منطقة سقف السيل، على خطوط تصريف مياه الأمطار ومعاقبته لردعه ووقف هذه الظاهرة.

وينحّي النسور المسؤولية على وزارة المياه والري باعتبارها المسؤولة عن خطوط المجاري والصرف الصحي، داعياً إلى التعاون مع الوزارة لمواجهة هذه المشكلة، لأن المجال مفتوح ومتاح لرصد المخالفين، مشيراً إلى أن مسؤولية الأمانة تقتصر في هذا المجال على تصريف مياه الأمطار فقط.

إنتاج الطاقة والغاز

تتسابق دول العالم للاستفادة من المخلفات والنفايات ومكبات النفايات لإنتاج الطاقة، وتحديداً غاز الميثان بدلاً من ضياع هذه الطاقة سدى.

أمانة عمان انتبهت لهذه القضية وقامت بنقل مكب النفايات إلى منطقة الغباوي، وأنشأت خلايا للاستفادة من مخلفات النفايات في إنتاج الغاز وتوليد الطاقة الكهربائية.

ويرى النسور أن البدء بمشروع إنتاج الطاقة والغاز من النفايات، من أهم المشاريع التي ستعود بالنفع على الأمانة من الناحية الاقتصادية والبيئية، حيث ستسهم مشاريع الطاقة وإنتاج غاز الميثان بإنتاج 6 ميغاواط من الكهرباء، لأن المحطة مصممة لإنتاج ذلك، مشيراً إلى أن المشروع الآن في مرحلة التقييم والتصميم.

مكب الغباوي أنشئ بموجب المعايير العالمية، وجرى التأسيس لخلايا يزيد طول الواحدة عن 100 متر بعمق محدد لاستقبال النفايات، وبعد امتلاء هذه الخلية يتم طمرها بالتراب، وبعد ذلك يتم حفر آبار داخل هذه الخلية ليتصاعد الغاز للاستفادة منه في إنتاج الطاقة الكهربائية، بحسب ما هو مصمم لهذه المحطة.

البيئة في عمّان: تحدّي النظافة ونوافير المناهل
 
01-Feb-2010
 
العدد 8