العدد 8 - قارئ/كاتب
 

يتواصل الحديث حول المال وأهميته، فهناك من ينظر إليه بوصفه غاية يطمح في الوصول إليها ليحقق ذاته، وهناك من يجده وسيلة لتحقيق رغباته. وفي المحصلة، فإنه لا بد من الإقرار أنّ المال ضرورة من ضرورات الحياة، وأنه يمكن أن يكون وسيلة وغاية في الوقت نفسه.

المفارقة أنّ بعضهم يدّعي «التعفف» ويعدّ المال «قذارة توسخ اليدين»، لكنّ هذا الموقف يبدو «حجّة واهية» لمن لا يمتلك المال، فيصبّر نفسه على ما ابتُلي من فقرٍ، إذ لا رابط حقيقياً بين الأخلاق والمال، فهناك من أصحاب الأموال الطائلة من يعيثون فساداً ويستغلون أموالهم في أعمال ذميمة، لكنْ هناك أيضاً من الذين لا يملكون هذا المال، يرتكبون الحماقات ويتمتعون بصفات رذيلة.

ومثلما أنّ الغنى حجّة تدفع بأصحابها للفساد، كذلك الفقر. وهذا الحكم ليس عاماً، وإنما يشمل فئة من المجتمع تسري الرذيلة في دمائها، مهما كان مستواها المادي.

ربما لم تكن للمال تلك الأهمية في القديم، ولكن تغيرت الظروف في الوقت الحاضر، وازدادت المتطلبات، وحدثت تحولات جذرية في المفاهيم والنظرة إلى الأمور، فكم من الأشياء التي كانت تُعَدّ من الكماليات أصبحت الآن من الضروريات، ولم يعد بوسع الإنسان الاستغناء عنها، في ظل حقيقة أنّ الدخل ثابت، وإنْ طرأت عليه زيادة فما هي إلا زيادة طفيفة، مما يجعل إعداد موازنة تراعي قيمة الدخل وحجم المتطلبات، أمراً في غاية الصعوبة. ونعود للبداية، حيث إنّ للمال أهمية كبيرة في تحقيق المبتغيات وتأمين العيش الكريم لنا ولذوينا، وبه تُذلَّل الصعوبات.

ماهية المال
 
01-Feb-2010
 
العدد 8